قصة حقيقية و ليتنا ناخذُ منها العبر , حدثت في البندقية أيام سيطرة العصابات على الشرطة و القضاء و القانون , قام أحد زعماء العصابات بتصفية أحد خصومه , فألقي القبض عليه و لما حضر امام القاضي الذي حصل على رشوة ضخمة لتبرئة الزعيم , أنبرى شخص من الحضور و قال أنا سأ شهد , فساله القاضي بغضب ماذا رأيت ؟
فرد الشاهد كنت بداخل المحل و فجأة سمعتُ أطلاق نار , فخرجت مسرعاً فرأيت رجلاً جثة هامدة على الأرض ,و هذا الرجل يقف أمامه و مسدسه بيده و الدخان يتصاعد من فوهته .
فساله القاضي بصرامة هل رأيته و هو يطلق النار ؟
فاجابه كلا بل سمعت أطلاق النار, و مظهره يؤكد ذالك لأنه عندما رأني رمقني بنظرة أستخفاف وو ضع مسدسه بجيبه و رحل .
هذا ليس بدليل كاف , ثم ضرب مطرقته على الطاولة و قال فلينصرف الشاهد و تقفل القضية لعدم كفاية الأدلة .
فغضب الشاهد و نزل عن المنصة و أدار ظهره للقاضي و قال بصوت مرتفع , يا لك من غبي و أحمق و تشبه الخنازير في عقلك و مظهرك .
صاح القاضي بغضب و أستنكار , كيف تجرؤ على أهانة هيئة المحكمة يا رجل سوف أحاكمك .
أستدار الرجل و قال : هل رأيتني اشتمك يا سيدي ؟
فرد القاضي كلا لكنني سمعتك و الجميع أيضاً .
فرد الشاهد مبتسماً , هذا ليس بدليل كافي يا سيدي .
توتر القاضي و ضجت المحكمة بالضحك و التصفيق , و أدرك الجميع مغزى المفارقة فوجد القاضي نفسه مجبراً على الأستسلام للرأي العام و الأخذ بعين الأعتبار شهادة الشاهد , وأصدار
الحكم بالأعدام على رئيس العصابة , و كان هذا أول حكم تتخذه المحكمة بحق زعيم عصابة بدون خوف .
هل سنجد في وطننا شاهدٌ جريء كما في هذه القصة أو بالآحرى هل سيتجرأ أحدُ من روؤساء القضاء في وطننا على أتخاذ مثل هذا الحكم بدون الأنصياع لأحد , أو الخضوع للتهديد و قبول الرشوة , أستبعدُ ذالك طالما هناك أشخاص يحكمون و يتحكمون بالبلد و القانون بما يناسب أهوائهم و مصالحهم فهم يقتلون القتيل , و يتهمونه بالقتل , يرسمون و يخططون و ينفذون مخططات لقتل هذا و ذاك و المضحك يستشهدون بنزاهتهم ونظافة كفهم ,دماء خيرة أبناء هذا الوطن تسفك و القضاء نائم و لا أحكام تنفذ بحق المجرمين فلربما كما يقولون ….
تقفل القضية لعدم كفاية الأدلة وأعتبار الشاهد , شاهد زور !!!!!
فكم من شاهد زور سمعنا به , و كم من قضية وطنية تم التغاضي عنها ,
الى متى سنبقى مسيرين و محكومين لأشخاص مرتهنين للخارج و لا يهمهم مصلحة الوطن.الى متى ستبقى الحرية والعدالة كلمة بدون مضمون و مفعولها معدوم في بلد سلامه و أمنه مرهون . و شعبه مقسوم الى 8 و 14 .
هل سيأتي اليوم و نسمع من جديد صرخة رجل شجاع يرفع راية لبنان فوق كل الرايات و يقول.. . نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، ان نبقى موحدين، الى ابد الابدين، دفاعاً عن لبنان العظيم، عشتم وعاش لبنان
أم علينا الأدراك بأنه حلمُ مستحيل على وطن صغير تتأكله الدول الكبرى .