عندما يكون النظام بخطر، فممنوع على طرابلس أن تهنأ، أو ترتاح.
عندما يكون النظام بخطر تحاك السينياريوهات، ويأتي دور التمثيل، فتشتعل جبهة جبل محسن ـالتبانة، ومن خلف الكواليس طاقم فني كل حسب إختصاصه يعمل، فهناك يجلس المخرج، وإلى جانبه مساعده، وهناك فريق التصوير، وفريق الإضاءة محاطين بحماية الجيش اللبناني الذي يبذل جهوده، ويكلف الدولة اللبنانية مبالغ طائلة ليأخذ في المعارك دور المراقب.
وقد يتكلف المعنييون بهذ الأمر مبالغ هائلة لنقل العناصر من مناطق أبعد من الحدود، أو حتى في نفس البلد لكن مناطق بعيدة محمليين بالسلاح لإكمال حلقات المسلسل الذي يتم تصويره فقط عندما يشعر النظام الأسدي بالخطر، أو يريد من خلالها إرسال رسائل سياسية إلى الأفرقاء اللبنانين لإحياء الفتنة فيما بينهم تمهيدا لإستكمال مشروعه مشروع الخامئني.
فضرب قناص من هنا، و"إينرغا" من هناك، وفريق التصوير محبط لعدم إستطاعته نقل المشاهد بالثانية، ومعداته قديمة الصنع، وهي بحاجة إلى تغيير جذري كي تلتقط الصورة بوضوح كامل، ويتمكن المشاهد من المشاهدة بدقة، وعناية، وليتشوق لمشاهدة المقاطع القادمة دون تردد أو ملل لتصل الفكرة الأساسية للرسالة التي يحملها المسلسل.
نعم، لقد تمزقت جميع رسائل بشار الأسد التي أراد إرسالها هدية للبنانين في شوارع باب التبانة، وعلى محاور "الريفا" البقار لتكون الحلقة الأخيرة على أيدي أهل طرابلس الذين أبوا أن تكون طرابلس منطقة لرسائل البريد أو دعاة جهل، وقتل، وتعد على كرامة الناس، وأعراضهم، وأرزاقهم.
نعم، إن الحلقة الأخيرة لمحور الممانعة المقاومة كانت على أيدي أهل طرابلس منطقة الفيحاء منطقة السلام، والأمان منطقة التعايش الذي أنجبت الرئيس عبد الحميد كرامي رجل الإستقلال، والرئيس الشهيد رشيد كرامي، وغيرهم من الشخصيات الكبار الذين لمعوا في حماية لبنان، وإستقلاله، وكيانه.
تمزقت الرسائل الخاصة ببشار الأسد، ورميت خارج طرابلس جثثا هامدة رحلت عنها الحياة، وغابت عنها الشمس. لتصمد طرابلس حرة أبية بعيدة كل البعد عن المرتزقة الذين ينتظرون المعارك بغيةتحسين أدائهم أمام المسؤولين على زعزعة أمن طرابلس الذين أنشأو عدة مجموعات، ووزعوها على كافة المحاور؛ أبطال من جهة واحدة يتنازعون لقضية واحدة، وبدفع الفاتورة الشعب الأعزل الذي يذهب ضحية المؤمرات.
نعم، ستبقى طرابلس عاصمة الثقافة، والحضارة العربية التي شهدت على مرار عقود أهم الحضارات التاريخية والتي تظهر ملامحها حتى الساعة فيما يحاول المرتزقة مسحها بشكل كامل لمحو تاريخها، وستنتصر بصبر، وحكمة أهلها، ووعيهم.
نعم، لن تسقط طرابلس في أيدي العابثين المرتزقة، وستنصر، ستنتصر، ستنصر طرابلس حرة أبية موحدة، وستبقى رمزا للتعايش، والوحدة الوطنية غير خاضعة مصانة شامخة صامدة كصمود الأرز اللبناني، وكصمود قلعتها، ومساجدها، وكنائسها تبقى ليبقى لبنان.