فصل وشيك بين الشرق والغرب… أقصد الإخوان المسلمين؟! – تحسين التل (الأردن)

قبل أن نؤكد أو ننفي خبر الإنشقاق؛ يعاني الإخوان من حالة مضطربة داخل الحزب، أو الجماعة في الأردن، والأسباب:


أولاً: تيار المحافظين المتشدد يشكل الأغلبية الساحقة من الجماعة، والحزب. يسيطرون على المخيمات، وعلى جزء لا بأس به من الشارع الأردني في: عمان، والزرقاء، والرصيفة. وتشكل النسبة أكثر من 60 % أردنيين من أصول فلسطينية. يتحكمون في مفاصل الجماعة والحزب، فهم يتحكمون في مجلس الشورى، والرئاسة، والمكتب التنفيذي، وكلما برز أحد الوجوه الشرق أردنية عمل التيار المتشدد على إقصائه بشتى الوسائل..





ثانياً: تيار ضعيف يشكل ما نسبته 25 % من الجماعة والحزب، يسيطرون على المكاتب الخارجية، ولا يملكون القوة الكافية لترجيح كفة على حساب الأخرى، وكثير من الآراء تؤكد على أنهم مهمشين داخل الجماعة والتيار، وإن بدا على الجميع التماسك أمام الرأي العام الأردني والدولي، أو أمام الدولة الأردنية.


الأخبار المتتالية تشير الى أن الإخوان المسلمين بدؤوا يتفككون فعلياً، مع أن عدد لا يستهان به خرج من الدوائر المغلقة التي تشكلها الجماعة منذ انتخابات عام 1989 ولغاية اتخاذ قرار مقاطعة الإنتخابات، التفكك جاء وفق التعنت الأخير، والمنهج المتبع في عملية المقاطعة، والإصرار على عدم خوض التجربة وكأنهم يضعون الحصان أمام العربة. لذلك برز عدد من القادة الشرق أردنيين وطالبوا بتكرار التجربة للمرة الأخيرة إذ لا يجوز وضع العراقيل الى ما لا نهاية، سيما وأن الجماعة والحزب جزء لا يتجزأ من الحياة السياسية والحزبية وتشكيلة المجتمع، ولا يمكن البقاء بعيداً دون المساهمة في التغيير والإصلاح.


إن حصل انفصال؛ وهذا أكيد، سيضعف التيار المتشدد وإن كان الأقوى والأكثر عدداً، وسيكون للتيار الأضعف قوة مدعومة من الشارع الأردني، وسيشارك في الإنتخابات القادمة كحركة إسلامية معتدلة، ومقبولة وربما تساهم في تشكيلة الحكومة القادمة، وعندها سيتم تصوير الإخوان المسلمين أو ما تبقى منهم على أنهم العنصر المناكف في المجتمع، الخارج على إطار الشرعية، العنصر الذي يحرك الشارع لتحقيق مكتسبات ينادي بها البعض منها:


– أدعياء الحقوق المنقوصة، ومطالبهم غير الشرعية..؟!


– تقسيم الشارع الأردني بين جمهور الوحدات والفيصلي…؟!


– العودة الى القاعدة: عودة الأكثرية الى المخيمات، والأقلية الى العشيرة في الريف والبادية؟!


أجزم وأؤكد على أن الدولة الأردنية لو منحت الإخوان ما يطلبون؛ لطمعوا بأكثر مما يستحقون، وواصلوا طلباتهم؛ وربما لا تكفيهم رئاسة الوزراء، والبرلمان، والأعيان، والبلديات…؟!


هل نشهد في الأسابيع القادمة حالة تفكك واسعة، تقسم التيار الإسلامي بالكامل الى قسمين، أو تهلكه فيخرج بدلاً عنه حزب معتدل يشارك في الإنتخابات القادمة ويساعد على تشكيل الدولة الأردنية الحديثة، ويجمع الشعب الأردني على طبق واحد… نتمنى ذلك.