خواطر جارحة – عبد الغني محمد المصري

التناثر بين الاحزاب لعبة الاقليات مرة اخرى
—————————-
في القرن الماضي كان هناك حزب البعث العربي الصغير العدد، اقليوي القيادة، والتركيب، وحزب الاشتراكي ذو القيادة، والقاعدة السنية الواسعة. توحد الحزبان في حزب واحد هو حزب البعث العربي الاشتراكي، فأصبح قيادة اقليات لأكثرية سنية، فأصبح الكم السني كالرعاع، يسوسه ويوجهه قلة من أقليات.
الان اول سفير للائتلاف هو شخص نصيري، وذلك بطلب من فرنسا، هل يحمل الجنسية الفرنسية؟ ربما!!.
تسريب للحكومة الانتقالية، ان رئيس وزرائها قد يكون "الخير" القيادي من هيئة التنسيق الذي اعتقلته عصابات بشار فور عودته من الصين، مما تسبب بأزمة صعبة في القرداحة.
المعارضون العلويون لهم الان في كل مجلس عضو مؤثر او اكثر، الكل يكرم وفادتهم، بإعطائهم صدر البيت باعتبارهم من الطائفة المشاركة في اعمال بشار. ففي المجلس الوطني، والائتلاف، ووحيد صقر في تجمع آخر خارج التجمعين السابقين.
نعم، سنتكلم بطائفية، لان المجموع السني، الحاضن الاجتماعي والثقافي، لارض الشام، قد وعى جيدا الدروس الماضية، وقد ولى زمن الاستغفال والاستهبال.
فأن توزع الاقليات نفسها بين الاحزاب، وتحجز كرسيا في كل تجمع، ثم تتكون حكومة من احزاب، فتذهب الوزارات السيادية لها، اصبح شيئا من الماضي. فاللجنة العسكرية المشؤومة، وكل قيادات الاحزاب المندثرة البائدة قد انتهت، وقد حانت ساعة عودة الامة لاستلام زمام الامور، مع عدم هضم الحقوق للآخرين.




الوصاية على الثورة، وزيف احتكار الفهم والوعي
——————————-
الحمد لله الذي لم يجعل لمجموعة، او تنظيم منة على الثورة. فالثورة انطلقت في بلدة وحي، ومدينة. وقصص البطولة، والعبقرية تذكرها كل زوايا الشام، وزواريبها.
وقد كان من فضل الله انه جعل كل الشعب، بكل اعماره وفئاته الثقافية، والاجتماعية والعلمية يساهم في الثورة. فأصبح الكثير مقاتلا، واعلاميا، وناشطا اجتماعيا، لم يستأذن احد احدا. بل كل من شعر بالمسؤولية شارك حسب قدرته واستطاعته منذ البدايات، وكل من شارك منذ البدايات يعرف قصصا، وحكايات بدايات التشكل للجان المظاهرات، ثم تشكل الكتائب المدنية قبل الانشقاقات العسكرية، وتشكل غرف السكايب، وقصص بدايات الاتصال مع الفضائيات، وغيرها، ولكل منطقة قصتها.
ثم الان تخرج بيانات تريد الوصاية على الكلام، والمقالات!!!. تتهم بعض من يكتب بالمراهقة الفكرية، وعدم القدرة على الرؤية!!!. وتتكلم عن عمق السياسة وصعوبة الخوض في مجاهيلها.
عفوا، مع كل الاحترام، لمن يظن نفسه، انه هو الثورة، كي يجعل له وصاية، ويتكلم بصيغة :من انت؟".
لكل في الثورة له قصة، ومازال كثير من ابطالها الذين نسجوا حكاية البدايات موجودين على الارض، وان اصبح جلهم مسلحا. فالثورة هي ثورة، وهي حرة، ومن يريد ان يتكلم، او يقدم، فلا وصاية لأحد عليه.
واما الخوف من طيش الكلام، فأما الزبد فيذهب جفاءا، واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض. ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤت أكلها كل حين، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض، فما لها من قرار.

العلويون ناشطون فاعلين في حراك "اللبرلة" المصرية
———————————–
دخلت الى عدد من صفحات الشبيحة، ممن يعتبرون انفسهم ليبراليين، وتقدميين. فوجدت الغالبية العظمى منهم من النصيريين. لعلهم عندما تعلموا بعض الكلمات، لم يستطيعوا استساغة الخرافات الدينية الخاصة بهم، فتحولوا الى الالحاد، ولم يبحثوا عن الحقيقة في مكان آخر، ربما لحقد نفسي، او موروث اجتماعي.
الادهى من ذلك، وجدتهم جميعا مشتركين في صفحات الدعم لكل محتج يهدف الى افشال مشروع الثورة في مصر وتونس عبر افشال حاصل نتاج انتخاباتها.
ان يكون لك رأيك، فذلك حرية رأي عندما يتعلق الامر بقناعة فكرية، أو رؤية اقتصادية او سياسية، ولكن عندما يتعلق الامر بتفشيل الآخر، لان مرجعيته الامة، وتاريخها، ودين اهلها، فذلك انحسار في الرؤية.
وان يكون كل الاخر ضد الاغلبية، في اي مشروع، وفي كل مشروع، فتلك حماقة سياسية، وعدم قدرة على قراءة الاحداث، والتفاعلات، ونتائجها القادمة لا محالة.
لا يستطيع احد الغاء الآخر مهما قل او صغر حجمه. لذا لا خوف لاحد على وجوده، لكن التخويف، وحشر الاقلية في زاوية هو الجريمة، لانه استغلال للمشاعر، وتزييف للوعي، لتحقيق اهداف مصلحية شخصية آنية انانية، مخرجاتها المستقبلية تشويه في الوعي الاجتماعي للمجموع الذي تتشكل فيه خيوط وتقاطعات المسارات الآتية على المديين المتوسط، والطويل.

الطريقة المثلى لمعاملة اسرى العدو المهمين لحظات قبر النظام
—————————————-
لحظات الفوضى التي تتداخل مع لحظات السقوط، هي لحظات وجزء من المعركة القتالية الدائمة، فمن وقع تحت اليد ان كان مجرما فله عقابه، واما بقاؤه حيا، فقد يفيده وينقذه. واما قتله في تلك اللحظات فسيكون من ضمن الضحايا، فإمساك مجرم مثل بشار، اعتقاله سيفيده ويعطيه فرصة ايام اخرى في الحياة، اما تنفيذ حكم ارض المعركة فيه، فيفيده، ويفيد الثورة، فالله خالق الكون عادل منتقم.