لاحظت مصادر شمالية متابعة ان هدوء طرابلس جاء نتاج ثلاثة عوامل حتمية: أولها توسع الخشية من تمدد حال الفلتان الى خارج منطقة النزاع بما يضع مصير البلاد على المحك في ظل الظروف الإقليمية الضاغطة, خصوصاً بعد تهديد اطراف في باب التبانة بمهاجمة جبل محسن ووضع حد لـ"الحالة السورية" هناك ووقف العنف والاعتداءات التي تحولت حالة مزمنة
أما العامل الثاني فتجلى في انكشاف اللعبة والجهات التي تؤجج الصراع بما انعكس سلباً على قوى "8 آذار" وأنتج اعادة اللحمة بين مكونات "14 آذار", فيما يكمن ثالث العوامل في توحد المدينة وفاعلياتها وأهلها على ضرورة تحقيق المصالحة, بعدما بدأت الأمور تفلت من عقالها وتهدد ليس فقط الفئات السياسية المعروفة المنخرطة في اللعبة بل الوطن برمته
وإزاء هذا الواقع, أكدت المصادر ان إعادة الاستقرار الى عاصمة الشمال يواكب على محورين سياسي من خلال المساعي التي يبذلها وزير الداخلية مروان شربل لتحقيق المصالحة, حيث يعقد اجتماعات مع طرفي الصراع في باب التبانة وجبل محسن, وهو تلقى تهاني رئيس الحكومة الذي قال له وفق المصادر: "أنقذت الحكومة من السقوط", وأمني عبر الخطة المحكمة التي ينفذها الجيش والقوى الأمنية لقمع اي محاولة ومن اي جهة أتت لاعادة اشعال الجبهة, في مهدها.