كما هي الحال عند المنعطفات الحاسمة التي واجهتها، أنقذ "حزب الله" حكومة الرئيس نجيب ميقاتي من خلاله تدخل قيادته المباشر كما علمت "السياسة" عبر ابتداعه صيغة التلازم بين البواخر والمعامل لحل أزمة الكهرباء بهدف التوفيق بين وجهتي نظر الرئيس ميقاتي ووزير الطاقة جبران باسيل، وكي لا يظهر أحدهما بصورة المهزوم وتفادياً لمزيد من الانقسامات داخل الحكومة.
وأفادت المعلومات لـ"السياسة" الكويتية، أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون أبلغ قيادة "حزب الله" أنه لن يقبل بأن يُهزم صهره الوزير باسيل في مشروع الكهرباء، باعتبار أن "التيار الوطني الحر" لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الضربات التي كلفته خسائر كبيرة في شعبيته، طالباً من حليفه "حزب الله" الضغط على ميقاتي للقبول بمشروع بواخر الكهرباء أو البحث عن صيغة على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب".
ولأن "حزب الله" حريص على بقاء الحكومة مهما كان حجم المشكلات التي قد تواجهها، ولأنه لا يريد أن يخرج النائب عون مهزوماً من أي مواجهة في ملف الكهرباء، اقترح المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين خليل وبتفويض من قيادته على الرئيس ميقاتي والنائب عون صيغة للحل تأخذ بعين الاعتبار التلازم بين مشروعي البواخر والمعامل لإنقاذ الحكومة من أزمة كبيرة كادت تطيح بها.
وقالت مصادر نيابية بارزة في قوى "8 آذار" لـ"السياسة" انه لولا تدخل "حزب الله" المباشر على خط أزمة الكهرباء لما كان من السهل تجاوز المأزق من خلال الحل الذي تم التوافق عليه، سيما وأن أي تعثر حكومي في هذه الظروف بالذات لن يكون في مصلحة أحد، وبالتالي كان يجب التحرك لتقريب المسافات بين وجهتي نظر الرئيس ميقاتي والوزير باسيل بشأن كيفية تحسين أداء قطاع الكهرباء
واضافت المصادر ان بقاء الحكومة بالرغم من التباينات بين أعضائها, أفضل بكثير من عدم وجود حكومة وإدخال البلد في فراغ لا يمكن التكهن بانعكاساته على الأوضاع الداخلية.