يجب أن نلاحق اليهود في كذبهم وتنصلهم من المسؤولية وهروبهم نحو التصعيد الحربي خوفاً من أن تفقد إسرائيل ما احتلته منذ عشرات السنين، مثلاً: الجولان والمستوطنات المنتشرة في الأراضي السورية، والضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ومستوطنات بالجملة، ومزارع شبعا اللبنانية؛ وحجة المنطقة الأمنية لإسرائيل لا تقنع أحداً مهما كانت سذاجته وبساطته! والغور الأردني الواسع، والحدود الطويلة شبه الآمنة.
وقوف المجتمع الدولي مع اليهود بالرغم من احتلال ظل جاثماً فوق الصدور، ويعلم الغرب أن هدوء المنطقة العربية لن يعود بالفائدة عليهم؛ لأسباب منها:
– تغيير التحالفات العربية وتنوعها، من الشرق الى الغرب ومن الغرب الى الشرق ووفق الفائدة المستخلصة من الحلفين.
– بروز معسكرات قوية تستقطب العرب مثل الصين واليابان وروسيا والهند..؟!
– تغيير في نمط بيع النفط، وتحكم العرب في سوق البترول مما قد يؤدي الى قوة عربية جديدة تكون نداً للغرب، والسعودية ربما تكون اللاعب الرئيس في المنطقة العربية.
الربيع العربي ساعد إسرائيل نوعاً ما، فالملف الفلسطيني شبه مغلق، ولا تستطيع أمريكا وغيرها أن تعمل على فتح الملف، أو تسريع عملية السلام لأن المنطقة العربية ملتهبة وهناك حركة تغيير واسعة على الرؤساء العرب، وحجة إسرائيل كالعادة لا يوجد من تتفاوض معه، بسبب سقوط من كانت تعول عليهم للحل القادم.
الجولان السوري المحتل، وأستغرب من كلمة محتل؟ التي يتشدق بتكرارها النظام السوري، ولغاية الآن لم يستطع تحرير هذه المنطقة السورية باعتراف العالم أجمع، وكأن نظام الممانعة مخصص للعرب فقط دون غيرهم، الجولان باعتقادي؛ يشكل ثلث مساحة فلسطين المحتلة وقد حافظت عليه إسرائيل دون أن تخسر طلقة واحدة بل بالعكس استفادت دولة إسرائيل ملايين الدولارات لتطوير المنطقة السكانية، وتشغيل أجهزة الإنذار المبكر، وشراء معدات عسكرية، وبالمقابل النظام السوري لم يحصل على فلساً واحداً بسبب ضياع الجولان ووقوعه تحت الإحتلال..؟! وظل النظام السوري يتشدق بالممانعة، والقوة العسكرية دون أن يستخدمها إلا بالمناورات العسكرية مع إيران على سبيل المثال، أو مع حزب الله، واعتمد في أغلب حروب العرب على غيره مثل حرب إسرائيل وحزب الله، وقبلها؛ عندما اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان وانسحب الجيش السوري من البقاع ليترك اللبنانيين والفلسطينيين يواجهون مصيرهم وحدهم.. ولا زالت القوى المتسلقة تدافع عن سوريا وتمنحها لقب: دولة الممانعة العربية.
الحل: إنزال القوات السورية بالآلاف على أراض الجولان وإعادة المنطقة لأصحابها الحقيقيين، ورفع العلم السوري على الجولان، وعندها لن تجرؤ إسرائيل على اتهام النظام السوري بافتعال الحرب وزعزعة استقرار المنطقة .. ولن يلومها أحد بل على العكس من ذلك؛ ستكسب تعاطف العرب والكتلة الشرقية، ومعها الصين واليابان…؟!
… لكن هل يفعلها الأسد؛ هذا إذا بقي في منصبه بعد اندلاع الثورة السورية المباركة.. لو فعلها الأسد واسترجع الجولان سيبقى رئيساً لسورية الى الأبد.
المستوطنات الموجودة في الجولان هي أمر واقع فرضته إسرائيل على المجتمع الدولي لزيادة الأمور صعوبة، ولفرض حالة من عدم الإستقرار الدولي بسبب وجود تجمعات سكنية ملزم المجتمع الدولي بتقديم المساعدات والحماية وتهيئة الظروف المالية والإقتصادية لهذه التجمعات التي فرضتها إسرائيل على العالم، ولو تم ضبط إسرائيل ومنعها من التمادي واحتلال أراضي الغير لما ظهرت مشاكل تزيد من صعوبة الحل، لكن يبدو على إسرائيل أنها تتقصد افتعال المزيد من المشاكل ووضع العراقيل لإطالة أمد الحل الى ما لا نهاية… ما ينطبق على الجولان ينطبق على كل الأراضي المحتلة، إن كانت في فلسطين أو لبنان، أو سوريا.
الملاحظ أن المجتمع الدولي الواعي والذي يغلب القانون الإنساني قبل تغليب القانون الدولي يعترف أن إسرائيل دولة منحلة ومحتلة ولا يبدو عليها علامات أو مظاهر الاتجاه نحو الحل، مع أن الفرص كانت تأتي وتذهب دون استغلالها، وكأن العالم يخلو من المشاكل ولا يوجد غير المشكلة اليهودية الفلسطينية، والمشكلة اليهودية السورية، والمشكلة اليهودية اللبنانية، والمصيبة أن اليهود أنفسهم مشكلة كانت عبر العصور ولا زالت، فقد أفسدوا في كل مكان دخلوه ولولا استخدام القوة معهم، وإضعافهم، والسيطرة عليهم، وحصرهم في مكان كان يضيق بهم على الدوام كما حدث في الأحياء الأوروبية الخاصة بهم، وقد عملوا على تحطيم البنى التحتية للمجتمعات الغربية، وشهدت بأم عيني كيف يدخلون ويخرجون من معسكرات الإعتقال الغربية التي ما لبثت أن تحولت الى أحياء سكنية مسيجة بالكامل يدخلون ويخرجون منها في أوقات محددة.
عودة الى المستوطنات التي تشبه الأحياء الغربية التي سكنوها منذ عشرات السنين:
إنها غصة في حلق الأمة العربية، وتعد عقدة وإشكالية من الصعوبة بمكان حلها أو تفكيكها أو التخلص منها، لكن من وجهة نظري الشخصية، وحتى لا نبقى نراوح مكاننا في عملية السلام التي تعتمد على نقاط بارزة أهمها وقف النشاط الإستيطاني، وتفكيك المستوطنات؛ علينا أن نقبل بالوضع الحالي ونفاوض بوجود هذا الجسم السرطاني القاتل، وعندما نحرز تقدما، ويشارف الحل على الإنتهاء؛ حينها فقط ستقبل إسرائيل بالتفكيك أو التعويض وترك المباني للعرب باعتبارها من أملاك الدولة الفلسطينية المقبلة، وهذا كله لن يتحقق إذا كانت إسرائيل لا تنوي على المضي في طريق السلام، وأن كل ما كان بالماضي ما هو إلا مفاوضات عبثية لا طائل منها..
ملاحظة:
أظن وليس أغلب الظن إثم؛ أن الكثير ممن حصلوا على جنسية غير جنسيتهم الفلسطينية يدركون تماماً أن اليهود لن يقوموا بحل القضية الفلسطينية، لذلك اختصروا الطريق وتجنسوا مبكراً في الأردن أو غيرها من دول العالم، وكما قال الشاعر الفلسطيني… صامدون هنا، صامدون هنا… ويقصد طبعا بالصمود: المكان الذي يعيشون فيه..؟