عون يعيش حالة من الإرباك والقلق


أفادت مصادر في المعارضة لـ"الأنباء" أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون يعيش حالة من الإرباك والقلق نتيجة فشل الرهان على خياراته الاقليمية والبلبلة التنظيمية التي يعانيها التيار الوطني الحر منذ استقالة او اقالة الوزير السابق شربل نحاس وما عكسته من انقسام التيار على ذاته وانسحابات منه طالت كوادر في بعض المناطق اصيبت بالاحباط بعد تخلي زعيمهم عن نحاس من غير ان يتمكن من الاتيان بوزير بديل عنه محسوب على التيار او مرضي عنه من مؤيديه على الأقل، في حين ظهرت لكل من وزراء وقياديي ونواب التيار امكانية التخلي عن اي منهم ومقايضة وجودهم السياسي ومراكزهم في لمحة بصر، ودون اي ضمانات ولو في حدها الأدنى في حال اقتضت مصلحة زعيم التيار ذلك، باستثناء صهره الوزير جبران باسيل الذي يحظى بمعاملة مميزة ومختلفة عن كل الموجودين في التيار.





المصادر أشارت الى ان حل الأزمة الحكومية الأخير بإخراج نحاس وتوزير سليم جريصاتي المحسوب على سوريا وحزب الله دليل على تحكم الحزب بمصير ومسار الحكومة، وعلى ان عون لا يملك قرار التصرف بمفرده بعد ذوبانه السياسي والمالي مع الحزب.


ولفتت المصادر الى ان "الجنرال" قام خلال السنوات الطويلة على تحالف وثيق مع محور النظام السوري ـ النظام الإيراني ـ حزب الله، وابتدع فذلكات كثيرة لتبرير هذا التحالف، لكن لم يكن خافيا على احد انه سعى الى بيع موقعه في البيئة المسيحية لشراء موقع عام في السلطة، وقد "قبض" اثمانا سلطوية للموقع السياسي الذي اختاره، لكنه كان يخسر تدريجيا حيّزه ضمن البيئة المسيحية بشكل خاص ولم تسعفه شعارات العفة والإصلاح ومكافحة الفساد في استنهاض وضعه المتدهور.


وتقول المصادر اياها ان عون راهن شهورا على خروج نظام حليفه بشار الأسد من المحنة، وكم مرة بشّر الجنرال بأن الأزمة صارت وراء الأسد، وكم مرة قام نيابة عن الأسد بتحديد مواعيد الحسم، الا ان ما راهن عليه عون يتهاوى، فنظام الأسد يترنح يوما بعد يوم، وباتت آمال الجنرال تندثر على أرصفة الرعب المنتشر في سورية. ووسط كل ذلك، أشارت المعلومات الى ان العديد من كوادر التيار الوطني قاموا بتسليم بطاقاتهم الحزبية، ومنهم من انضم الى حزب القوات اللبنانية، وآخرون الى الكتائب، اما في الشمال فغالبيتهم انضموا الى تيار "المردة". كما تحدثت المعلومات عن توجه لدى نائب رئيس الحكومة السابق عصام أبوجمرا وآخرين لاطلاق حركة اصلاحية من داخل التيار الوطني.