لماذا تغيب حركتي اليسار الديمقراطي والتجدّد عن احتفال ذكرى ١٤ اذار


جاء في صحيفة "الجمهورية": تحيي قوى الرابع عشر من آذار اليوم الذكرى السابعة لانطلاقتها بإعلان وثيقة تتضمن مجموعة عناوين تعبّر عن السياسة التي ستنتهجها في المرحلة المقبلة، لكن في المقابل ستفتقد المناسبة هذا العام مكونين أساسيين هما حركة "اليسار الديموقراطي" وحركة "التجدّد الديموقراطي" مع تأكيد كل من الطرفين خصوصية موقفه لجهة عدم المشاركة.




يعزو رئيس حركة "اليسار الديموقراطي" النائب السابق الياس عطالله عدم المشاركة في الذكرى السابعة لانطلاقة "14 اذار" إلى "عدم تطرق الوثيقة التي ستصدر إلى ما يجري في سوريا بشكل فعّال"، ويقول لـ"الجمهورية": "هذه المناسبة تعبّر عن حجم ما أنجزته وحققته انتفاضة "14 آذار"، إذ تمكنت من استعادة استقلال لبنان من هيمنة النظام الذي على ما هو عليه الآن من إجرام".

وشدّد عطالله عبر صحيفة "الجمهورية" على أنّ "الذكرى هذا العام تتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لثورة الشعب السوري ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبالتالي كان يجب أن يكون مضمون الوثيقة وشكلها مختلفين، أي أن يكون أداء "14 آذار" مختلفاً، بمعنى أن نعبّر عن هذه الذكرى من خلال علاقتنا مع الناس"، مؤكدا أنّ "الموضوع لا يتعلق بمجتمع مدني أو لا، مع العلم أن هذا المجتمع لا يُعبّر عنه في الصالونات".

وأوضح عطاالله: "أنني كنت قد تناقشت مع أعضاء "14 آذار" حول الوثيقة، ولكن عندما تمّ البتّ بهذا الموضوع لم اكن موجوداً، وبالتالي هذا الأمر بتّ في شكل سريّ من دون إعلامي، مع العلم أنني لو كنت حاضرا لكان الامر تغيّر، ومن يقول إنني دعيت فهو لا يقول الحقيقة".

وإذ يؤكد أن 14 آذار "ليست حزبا موحداً ولا تتبع لأشخاص، وقيمتها بتنوّعها"، يعود عطالله بالذاكرة إلى "الخلاف بيننا وبين رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على خلفية موضوع الانسحاب السوري من لبنان، فهو كان يقول بالانسحاب الى البقاع وكنا نقول بالانسحاب الكامل، إلا أننا توافقنا عبر وضع صيغتين"، مضيفا: "هذا يفسر قيمة "14 آذار" ولا يخرجنّ أحد ليقول أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة لأنه كلام لا طعم له، إذ علينا مناقشة الامور تحت الشمس".

وينفي عطالله أي قطيعة بين الحركة و"14 آذار"، "فاتخاذ القرارات من دون موافقتنا عليها لا يعني وجود مشكلة سياسية بيننا والخلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية"، سائلاً: "هل "14 آذار" هي ملك لأشخاص؟ فإذا كانت كذلك، علينا العودة إلى لحظة تأسيسها، فنحن كنا من اول الذين دعوا إلى تأسيس "14 آذار" في قرنة شهوان والمنبر الديموقراطي".

ويعتبر عطالله أن "البيان الأصح يقضي بوجوب تعبير الشعب اللبناني عن مواقفه وخياراته وعن تصوره للدولة، وعلى وجه الخصوص عن التضامن مع الشعب السوري جراء المذابح التي يتعرض لها".

من جهته، يوضح أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" الدكتور أنطوان حداد على أن عدم المشاركة "ليس بسبب خلافات سياسية كما يقال، إنما لأن الحركة سبق وحددت موعدا لاجتماع ضروري هو على مستوى ودرجة عالية من الأهمية هدفه ترتيب وتنظيم البيت الداخلي خصوصاً بعد رحيل النائب السابق نسيب لحود".

ويجزم حداد بأن "لو لم يكن لدينا اجتماع مهم اليوم لكنا شاركنا في هذه الذكرى الأساسية التي نعتبر أن المشاركة فيها أمر واجب وهي من المحطات الاساسية"، مشيراً إلى "أننا ننتظر وثيقة 14 آذار بفارغ الصبر، ولا شك انها ستكون مهمة وإيجابية".

ويلفت حداد إلى أن الاجتماع تم تأجيله الأسبوع الماضي بسبب اضطرارنا إلى حضور مؤتمر إعلان وثيقة تيار "المستقبل"، وهذا المؤتمر أكد أن لا خصومة مع مكوّنات 14 آذار، مضيفا: "منذ خروجنا من 14 آذار عام 2009 بقيت هناك علاقات تجمعنا بمكوناتها"، موضحاً "أننا لسنا في صلب هذه القوى بل اصدقاء نقيم علاقات تحالفية على اسس عديدة".

ويتحدث حداد عن "خيارات أساسية ونضالات مشتركة تجمعنا مع هذه القوى، إذ أخرجنا معاً الجيش السوري وفككنا معاً النظام الامني، وكل هذه الاهداف تحققت بفضل جهودنا وتكاتفنا جميعا".

ويختم حداد بتهنئة اللبنانيين "في هذا اليوم المجيد على رغم العثرات التي تواجههم، فهذا اليوم يُعد نقطة تحوّل في تاريخهم، وثورتنا كانت الانتفاضة المدنية السلمية الاولى في المنطقة وهذا ما سيسجله التاريخ"