كشفت صحيفة "الأنباء" ان المطلعين على الوضع داخل حركة "أمل" وعلى كيفية مقاربة رئيس المجلس النيابي نبيه بري للاوضاع المحلية والاقليمية يتحدثون عن بعض التمايز والتباين في مواقفهم وادائهم السياسي عن مواقف "حزب الله" رغم التحالف الاستراتيجي بين الطرفين
وفي اعتقاد هؤلاء ان التباين بين الحركة والحزب يتمحور حول مسألتين: الأولى تتعلق بوضع منطقة الجنوب في المرحلة المقبلة لئلا يتعرض مجددا لاهتزازات او تدهور خطير يؤدي الى تجدد الاعتداءات الاسرائيلية لاسيما ان الحوادث التي وصلت في الفترة الماضية سواء من خلال اطلاق الصواريخ في هذه المنطقة او التعدي على قوات اليونيفيل ينبئ بأن هناك من يحاول الزج بالجنوب اللبناني في حسابات ما يجري في سوريا او غيرها وتوجيه الرسائل الاقليمية المتعددة الى الغرب خصوصا
وفي هذا السياق اشار البعض، بحسب الصحيفة، الى عتب في اوساط حزب الله على ما يسميه التعاطي الخجول للحركة عن مجريات الاحداث في سوريا والاحجام عن التحرك بفاعلية لدعم ومساندة نظام الرئيس بشار الاسد بالاضافة الى خشيته أي الحزب من ان يكون وراء هذا التعاطي تحسبا استباقيا لتداعيات الازمة السائدة حاليا نتيجة اتساع حجم الانتفاضة ما يؤدي الى ازاحة الرئيس الاسد وهو ما يكرس واقعا سياسيا جديدا قد ينعكس بشكل أو بآخر على لبنان، ويؤثر على واقع موازين القوى السياسية والتحالفات التي لابد ان تتبدل في حال سقوط النظام السوري في حين ان الحزب لايزال يتعاطى وكأن النظام هناك سيتجاوز كل ما يتعرض له حاليا، وهو لن يسقط استنادا الى معطيات ومعلومات اكيدة له بهذا الخصوص
ورغم هذا التباين رأت مصادر سياسية ان هناك صعوبة في انفكاك موقف امل عن موقف حزب الله لافتة الى العلاقة القوية التي تربط الحركة وبري مع النظام السوري وحاليا مع ايران ما يجعل مواقفهم تأخذ بالاعتبار هذه المعطيات مع ان بري يسعى للاستفادة من الهامش الواسع المتاح له سياسيا وبرلمانيا لاطلاق مبادرات سياسية داخليا واقليميا، وان الأولوية عنده هي حماية الوضع اللبناني ضمن تداعيات المتغيرات الاقليمية والعمل لتعزيز الحوار الداخلي وحماية الوحدة الوطنية والاسلامية والابتعاد عن كل ما يثير النعرات المذهبية الطائفية