ذكّر منسق "اللجنة المركزية" في حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل أن "سوريا كان لها الدور الكبير في لبنان على مدى ثلاثين سنة"، مشيرًا إلى أن "النظام السوري جلب الأذى إلى لبنان وقام بسرقته"، مضيفًا: "على الرغم من ذلك فإننا ننظر الى ما يحصل في هذا البلد باهتمام من دون أن ننسى شؤون وطننا، إذ لا يمكن ألا نهتم بشؤون اللبنانيين ومشاكلهم ونحن نؤمن بلبنان أولاً".
الجميل، وفي حديث لمحطة "أخبار المستقبل"، شدد على أن "حزب الكتائب" يعتبر أنه "من حق الشعب السوري أن يقوم بهذه الثورة، ويفرض ارادته ويقرر مستقبله على الصعد كافة، لكن لا يجوز أن ينسينا الملف السوري مشاكلنا الداخلية"، وطالب في هذا السياق "14 آذار" بضرورة "التحرك لمعالجة الكثير من الملفات". وقال: "أحببنا رفع الصوت للفت الانتباه، إذ لا يجوز أن نبقى بحالة الانتظار وبالتالي علينا أن نتحرك". وأضاف ردًا على سؤال: "ما يحصل في سوريا سيؤثر علينا بالطبع وموقفي من سوريا موقف لبناني وليس فئويًا"، وسأل: "هل الاهتمام بالمسائل الحياتية شأن طائفي وفئوي".
واعتبر الجميل أن " المشكلة الاساسية (في لبنان) هي "حزب الله"، اما المشكلة مع "التيار الوطني الحر" أنه يغطي "حزب الله"، مضيفًا: "نحن يمكننا الوصول الى جمهور "التيار" من دون صدام، إلا أن استراتيجيتنا التوجه إلى صلب المشكلة لا إلى هذا الجمهور".
وإذ شدد الجميل على أن "الحل لمسألة السلاح يمكن بالحوار لا بالحرب الاهلية"، أكد أن "وجود السلاح بيد "حزب الله" لا يضمن استقلال لبنان"، لافتًا إلى أن "الجيش والامم المتحدة يعالجان مسألة الحدود لا حزب الله". وأشار إلى أن "الحوار يجب أن يسبقه اعتراف بالآخر"، مؤكدًا أن "مشكلة "حزب الله" انه يقفل الباب ولا يعترف بالآخر لاسيما أن منطلق أي حوار الاعتراف بالآخر"، وقال في هذا السياق: "لا علاقة مع "حزب الله" ولا حتى شخصية، والمشكلة كبيرة في طريقة تعاطيه مع الوطن والمواطنين والمؤسسات".
وحول العلاقة مع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، قال الجميل: "متفقون معه حيال الكثير من الأمور، إلا أننا نختلف بأمور أخرى، لكننا في الوقت نفسه نؤكد أن باب الحوار مفتوح مع الجميع". أما عن كلام وزير الدفاع فايز غصن عن وجود تنظيم "القاعدة" في عرسال، فقال الجميل: "طالبنا بموقف حازم من الحكومة في موضوع "القاعدة"، إلا أن موقفها متناقض وهي لم تحسم أمرها في هذا الملف، كما أن ثمة جماعات أصولية موجودة داخل المخيمات، ونحن نطالب الدولة والجيش بالتدخل لحل هذه المسألة".
وتحدث الجميل عن "طرح شرعة على الأنظمة السياسية الجديدة والشعوب العربية تحدد الاولويات وطبيعة عملها"، مؤكداً في هذا السياق أن "الديكتاتورية تؤخر تطور الشعوب"، ومشددًا على أن "حق الشعوب بتقرير مصيرها مقدس". وقال: "ليس لي أن أقول لأحد ما ينبغي عليه فعله، ولكن هذا لا يمنع من أن نطرح شرعة معينة لضمان احترام التعددية خصوصًا أن للبنان تجربة فريدة في الحفاظ على 18 طائفة، وبالتالي لنا الحق في تقديم اقتراحات في هذا الشأن".
وحول قانون الانتخابات، اعتبر الجميل أن "المسيحيين يشعرون أنهم غير ممثلين ويعيشون حالة غبن"، وقال: "المشكلة لا تحل بتخطيها بل عبر مواجهتها وهذا ما قامت به بكركي". ولفت إلى أن "المناصفة الحقيقية تتأمن من خلال الطرح "الارثوذكسي" لذلك اعتبرناه منطلقاً للحوار ويدق ناقوس الخطر وسنتحاور بشأنه مع جميع الافرقاء".
وحول دعوة وزير الطاقة والمياه جبران باسيل للتظاهر على خلفية ملف الكهرباء، قال الجميل: "تعاطي الوزير المعني بموضوع الكهرباء معيب، فلا يوجد في العالم "وزير محتج" خصوصًا أن الحكومة من لون واحد، لذلك اتمنى على الوزير عدم الاستخفاف بعقول الناس ونسأله ضد من يريد أن يتظاهر؟"