لا يمكن لأحدنا أن ينسى تلك الأيام التي قضاها على مقاعد الدراسة، والتي كنا فيها طلابا لا تقع على عاتقهم أي من مسؤوليات الحياة.
ولا ينسى أي منا ذلك الأستاذ أو تلك المعلمة، الذين تركوا بصمة خاصة في حياة كل منا، وأضاؤوا لنا دروبا من النجاح والأمل.
إلا أن المعلمة "هاسلي" (التي تؤدي دورها كاميرون دياز في فيلم "معلمة سيئة") ليست أيا مما ذكر أعلاه.
فالأسباب الوحيدة التي دفعت "مس هاسلي" لقبول وظيفة التدريس هي: الإجازة الصيفية الطويلة، والاستقرار الوظيفي، وقلة المساءلة لما تقوم به، فهذه المعلمة الشقراء لن تسمح لأي طالب في الفيلم باعتراض طريقها، وحرمانها من هذه النعم الثلاثة.
وتتنوع أساليب التدريس لدى مس هاسلي، من مشاهدة الأفلام في الصف، والاستعانة بحبوب التخدير المخبأة في درجها للتخفيف من الضغوطات النفسية التي تواجهها.
إلا أن مس هاسلي تدرك أن هذه الأمور لن تكون حلا على المدى الطويل، فلا بد من أن تتزوج برجل غني، ولتفعل ذلك، عليها إجراء عملية جراحية لتكبير صدرها، حتى يكون مصدر جذب للرجل.
الفيلم، الذي أخرجه جايك كاسدان، يبدو ملهما في بعض الأحيان، إلا أنه من الناحية الكوميدية بدا ضعيفا جدا، ويعود ذلك للسيناريو غير المطور، الذي كتبه كل من جين ستوبينتسكي، ولي أيزنبيرغ.
بعض اللوم أيضا يلقى على عاتق الممثلة كاميرون دياز لقبولها هذا الدور، فهذه النجمة التي تركت بصمتها في أذهان المشاهدين من خلال أفلام مثل "القناع" و"هناك شيء يتعلق بماري"، أكد عدد من النقاد أنها رمت بنفسها إلى التهلكة في هذا الفيلم.
وأوضحوا أنها بدت مصطنعة إلى حد بعيد، وليست مثلا كما ظهر جاك بلاك في فيلم "مدرسة الروك"، حين أدى دور أستاذ موسيقى يكون فرقة سرية للروك داخل المدرسة، فقد بدا بلاك وقتها جزءا من الطلاب وليس بعيدا عنهم.
المشاهد الوحيدة التي ظهر فيها الفيلم بصورة مقبولة كانت تلك التي ظهر فيها الممثل جايسون سيغال، أستاذ الرياضة، والذي قدم شخصية قريبة من الواقع بهدوئها وخفتها.
ويشارك في بطولة الفيلم أيضا كل من لوسي بنش، وجستن تمبرليك، وفيليس سميث.