وأخيراً تكرر مشهد تونس في مصر ولكن بصورة بشعة، ومازال الغضب يشوش على الأوضاع الحياتية والإجتماعية والأمنية، بعد إستمرار الإحتجاجات في شوارع المحافظات وخروج الآلاف من الشعب في مظاهرات سلمية مطالبين بحل مجلس الشعب وينادون بالتغيير في مصر مما يضيَق الدائرة على الحكومة ويوسع الفجوة في العديد من التساؤلات حول الأوضاع الحالية داخل مصر. فهل سيكون للحكومة المقبلة دور فعال في احتواء هذه الأزمة؟ أم أن المظاهرات ستكون مفتاح حل النظام السياسي في مصر وتنجح في حدوث تغيير واستجابة لمطالب الشعب
لا شك أن غضب الشعب المصري أصبح خطر يهدد قصر الرئاسة وأصبح يشغل فكر العديد من المواطنين، لذا على الحكومة استغلال الموقف وتحويله لنقطة إنطلاق وبداية تثبت فيها للشعب المصري أنها قادرة على عبور هذه المرحلة الأصعب في تاريخ مصر
فلأول مرة اجتمع العديد من الجهات المعارضة باختلافها وتكاتفت في يد واحدة ضد الحكومة مطالبة بالتغيير، فهل ستكون المظاهرات هي مفتاح حل انقلاب أي شعب على النظام السياسي والمطالبة بالتغيير في أي دولة مثلما نجح في تونس من قبل
إن الإخوان المسلمين يشعرون بسياسة التهميش وغير مرغوب فيهم، وظهورهم في التظاهرات يبرهن على رغبتهم في إعادة الإنتخابات البرلمانية، أما بالنسبة للأحزاب المعارضة الأخرى فمن الطبيعي ظهورها في التظاهرات لزيادة زعزعة ثقة الشعب بالحكومة، فالشعب ولأول مرة لا يعلم من هو المرشح ذو التاريخ النظيف القادر أن يحل مكان الرئيس مبارك، وهل من مرشح يقدر الصمود أمام مبارك ويحصل على ثقة الشعب؟ وهل يضمن الشعب أنه في حالة التغيير سيكون بمثابة تغيير إيجابي؟ فأنا أرى من وجهة نظري أن العديد من المواطنين يسيرون وراء الطوفان الممثل في الأحزاب المعارضة والإخوان دون أن يدركوا أين مصلحتهم
يجب على كل مواطن أن يفكر جيدا قبل المشاركة في مثل هذه المظاهرات، فمصر لن تكن تونس لما لديها من قوة ممثلة في الجيش والشرطة، فهل تستطيع الحكومة المصرية إحتواء الأزمة؟ أم أن الأزمة سوف تأخذ مصر إلى بداية الإنهيار ويكون بمثابة عقاب للشعب المصري إذا اكتشف إساءة الإختيار