الرئيس سعد الحريري بتصريح لنيويورك تايمز قال " من قتل رفيق الحريري لا يريد لسعد الحريري أن يكون في السلطة". جميل هذا الكلام دولة الرئيس، ولتكن ترجمته بالعودة الى الشارع العريض لجمهور 14 آذار والتوجه نحو تأليف معارضة نيابية في الشارع، والتفرغ لتنظيم جماهير 14 آذار وإعادة التواصل معه. لتكن شعاراتنا واضحة لا لبث فيها، ولا تراجع عنها، لا للسلاح وبالبذلات السود، نعم للمحكمة، علاقات ندية مع سوريا، لبنان ليس مصيفا لولي الفقيه. دولة الرئيس سعد الدين رفيق الحريري، أرجو بأن لا تأخذك الأوهام، لا تشترك بحكومة اعدام المحكمة حتى بالثلث الضامن. البيان الوزاري منجز فيما بين ضاحية بيروت وريف دمشق، وقرار التخلي عن المحكمة منجز، والاستشارات هي لزوم الديكور. اذا كان الرئيس ميقاتي ملتزم كما صرح بحماية المقاومة، والمقاومة تعتبر المحكمة اسرائيلية ويجب التخلص منها، كيف سيوفق بالحفاظ على ما هو اسرائيلي حسب المقاومة ويحميها بنفس الوقت؟ ليفسر لنا ونحن معه.
قيل ويقال الرئيس ميقاتي آدمي، الرئيس الحص أيضا آدمي ورغم ذلك لم تتوانى الأجهزة الأمنية في عهده بتوجيه الطعنة تلو الأخرى للرئيس رفيق الحريري. اين كانت آدمية الحص في حينها؟ لماذا لم يوقف الرئيس الحص تلك الأجهزة عند حدودها؟ ببساطة لأن قرارها كان خلف الحدود، همشت الدولة، حكمت الناس بالحديد والنار، اعتدي على الصحافة، اغتيل رموز، ركبت محاكمات، اجتاح الجيش السوري قصر بعبدا، ولم يعترض الرئيس الآدمي سليم الحص. هل سيستطيع الرئيس ميقاتي بآدميته التي لا شك فيها بردع فاجر كميشال عون يتكلم من الزنار والنازل، ويتطاول على كرامات الناس، ويتلذذ باهانتهم. هل سيتمكن الرئيس ميقاتي بآدميته من منع الوزير وئام وهاب من تهديد الناس بخطفهم بصناديق السيارات؟ هل سيتمكن الرئيس ميقاتي بآدميته من الطلب من سوريا بسحب استناباتها بحق أولاد البلد الأوادم؟ أم سيقدمهم كبش فداء لصديقه بشار الأسد؟ قرأنا بالصحف أن رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون استقبل أمس، بعيداً عن الأضواء، اللواء المتقاعد جميل السيّد، وعرض معه أسماء وحقائب تتعلق بالتشكيلة الحكومية العتيدة برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، هل سيتمكن الرئيس الآدمي من القول للعماد عون وجميل السيد الزم حدودك، تشكيل الحكومة من صلاحياتي فقط، ولا يحق لك التدخل بها؟
دولة الرئيس سعد الدين الحريري، لنصارح جمهور 14 آذار العريض بحقيقة الوضع. المعركة طويلة، وتحتاج للصمود، والصبر، سنعيش أيام سوداء كبذلاتهم، سيسقط منا شهداء، سيعتقل منا مناضلين، سيخاف الكثير من الناس وينسحبون من المعركة، ضعيفي النفوس سيبدلون الرايات، تحت شعارات الممانعة والمقاومة على غرار غزة، وغيرها من عواصم الممانعة، ومع ذلك سننتصر. سننتصر بأحقية قضيتنا، سننتصر بدماء شهدائنا. لست وحدك، انظر حولك، المؤمنين بقضيتك كثر. ارتفع فوق الكراسي، أضرب قدمك بالأرض وقل لا لحكومة مفروضة تحت وصاية الولي الفقيه، نعم للمحكمة، فهي الضمان الوحيد لايقاف القتل. لنعبر معا نحو الدولة، نحو السيادة، نحو الاستقلال.