الحريري منعاً للتأويل : كل ما يتصل بما سمّي الـ س.س أصبح من الماضي ولا وجود له في قاموس سعد الحريري او قاموس تيار المستقبل

 




أجرى الرئيس سعد الحريري مشاورات موسّعة شملت قيادات الرابع عشر من آذار وشخصيات وفعاليات إقتصادية وشعبية، كما ترأّس إجتماعاً للمكتب السياسي في "تيار المستقبل"، خُصِّص لمناقشة المستجدات السياسية والخلفيات التي واكبت التطورات الحكومية

وقد أكد الحريري امام المكتب السياسي أن تيار المستقبل يشدد على التزام المسار الديمقراطي في اي مرحلة من مراحل تداول السلطة، وإن التطورات التي رافقت الإستشارات النيابية التي أجراها فخامة رئيس الجمهورية، جاءت على خلفية مخطط مدروس وضغوط خارجية شديدة الشراسة، إستهدفت تغيير قوانين اللعبة الديمقراطية، على صورة ما جرى العام 2005 من تمديد لرئيس الجمهورية، الأمر الذي وجدت فيه فئات واسعة من اللبنانيين طعنة غير مقبولة، أدّت إلى ردّات فعل شعبية، إختلطت فيها المشاعر النبيلة مع بعض التصرفات الحادة، التي خرجت عن المألوف في السلوك السياسي والشعبي لتيار المستقبل وجمهوره العريض على كل الأراضي اللبنانية

وأضاف الحريري: إن خروجنا من السلطة ليس وليد اللحظة التي أُعلِنت فيها نتائج الإستشارات النيابية، بل هو جاء محصّلة لأمر عمليات خارجي، جرى الإعداد له منذ اشهر، وعملوا على تنفيذه بأدوات محلية، وقد كنّا على بيّنة من تفاصيل امر العمليات هذا، وتعاملنا معه منذ اللحظة الأولى بإعتباره تعبيراً عن محاولة مُحكَمة للعودة بعقارب الساعة الى الوراء وفرض رؤساء الحكومات وسائر الرئاسات بقوة التدخل الخارجي والترهيب الداخلي، وعلى هذا الأساس أعلنّا قبل بدء الإستشارات عدم التراجع عن ترشحنا لموقع رئاسة الحكومة، مع معرفتنا المسبقة بما ستؤول اليه النتائج، وتكشّفت بعد ذلك امامنا وأمام جميع اللبنانيين الوقائع الجديدة لخلط الأوراق، والوجوه التي تصدرت الشاشات لإعلان وضع اليد على رئاسة الحكومة، لتتم المطالبة بإقصاء فلان، والإعلان عن اخراج فلان من المعادلة، وتركيب إسم آخر بديلاً عنه

وتابع الحريري: "إن تيار المستقبل يجد نفسه الآن في موقعه الطبيعي، أي في خط الدفاع الأول عن النظام الديمقراطي، وهو الموقع الذي اختاره الرئيس الشهيد رفيق الحريري في العام 1998 ثم في العام 2004 – 2005 اي في المساحة السياسية التي تتوافق مع قناعاته الوطنية، والتزاماته تجاه جميع اللبنانيين حيال القضايا المصيرية التي تواجه لبنان ونظامنا الديمقراطي، وهي القضايا التي قاربتها كتلة المستقبل النيابية في مواقفها المعلنة بعد الإستشارات النيابية، سواء مع فخامة رئيس الجمهورية، او مع دولة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة"، وأكمل يقول: لقد سبق ان أعلنّا بُعيد الإستشارات النيابية أن ما قبل الإستشارات شيء وما بعدها شيء آخر، ويبدو ان هناك لدى البعض من لا يريد ان يتعامل مع هذا الإعلان، وأن يبني على ما أُعلن من هنا ومن هناك حول التسوية وما أُعدِّ فيها من اوراق

وقال الحريري: إنني وقطعاً لدابر أي تأويل او تفسير او تزوير، أُعلن امام قيادة "تيار المستقبل" وعبركم امام جميع اللبنانيين، ان كل ما يتصل بما سمّي الـ س.س أصبح من الماضي، ولا وجود له في قاموس سعد الحريري او قاموس تيار المستقبل، وأي بناء على ما قيل وتردّد ونُشر وجرى تزويره او تحريفه او اقتطاع اجزاء منه، هو في حكم المنتهي وغير الموجود، فليس هناك من ورقة او بنود تتصل بعمل المحكمة الدولية وعلاقتها بالدولة اللبنانية جرى المصادقة عليها او توقيعها، وأفترض بكل موضوعية ان هناك فرقاً كبيراً بين التداول بأفكار معينة وبين التوقيع او المصادقة على هذه الأفكار، وعلى اي حال ما جرى تداوله نسحبه من التداول ويبقى الحال على حاله

وأردف الحريري: إن تيار المستقبل مسؤول بكل قطاعاته الشعبية والتنظيمية والتنفيذية، عن حماية السلم الأهلي ومقتضيات العيش المشترك بين جميع اللبنانيين، وكل قيادي او عنصر في التيار مسؤول عن ترجمة هذا النهج قولاً وعملاً وعدم الإنزلاق الى الخطاب السياسي الفئوي او المذهبي الذي يتناقض مع جوهر التربية السياسية التي زرعها فينا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فإذا كان الشارع وسيلة من وسائل التعبير عن موقفنا السياسي، فيجب الا يتحول في اي لحظة من اللحظات الى سلاح نستقوي به على الآخرين او الى مجال للخروج على القوانين وإشهار مظاهر العداء للدولة ومؤسساتها، فنحن ابناء الدولة ونحن حماتها، ونحن جسر العبور المتين الى الدولة الحديثة والى النظام الديمقراطي الصحيح، والمرحلة المقبلة ستشهد بإذن الله عملا متواصلاً لترجمة خطواتنا على هذا الصعيد

وختم الحريري كلامه أمام المكتب السياسي في "تيار المستقبل" قائلاً: إننا اليوم على مسافة أيام من الذكرى السابعة لإستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما الشهداء الأبرار، وهي الذكرى التي ستكون كما في كل عام مناسبة لوحدة اللبنانيين حول قضية العدالة والحقيقة ورفض الجريمة السياسية المنظمة، وإنني ادعوكم في هذا المجال الى تدارس الإقتراحات والخطوات في إطار "تيار المستقبل" وإطار التنسيق والتفاعل مع سائر الحلفاء التي من شأنها ان ترتقي بهذا اليوم لمستوى تكريم الرئيس الشهيد وكل شهداء لبنان وتحديد وجهة الإحتفال بالذكرى خلال الأيام المقبلة