في غمرة هذه التطورات التي نعيشها في الوقت الحاضر نرى بأن معرفة الحقيقة أخذت مكانها في تصاعد وتيرة هذه التطورات و غدت العنوان الرئيسي للصراع على السلطة لأن أمتلاكها من أي فريق تخوله تحوير الحقيقة بما يناسب تطلعاته و أهدافه فأي حقيقة نريدها نحن اللبنانيون , حقيقة هذا الفريق أو ذاك .
أمام كل هذه الأمور باتت الحقيقة في سباق مع الزمن و أصبحت السلطة في أمتحان إما الحقيقة أو الفتنة ,غريبٌ هذا الخلط بالكلام فهما لا يتناسبان و لا يجتمعان بنفس الجملة فالحقيقة هي حق لكل أنسان يبغي العيش بوضوح و هي رسالة شريفة سامية الأهداف نضعها على طاولة أمام أنظار الشعب للحكم و أبداء الرأي بصراحة و عندها نستطيع الحكم من خلالها فإما هي مسيسة و موجهة للنيل من فريق ما او هي غير مسيسة و موجهة لتحافظ على حق الشعب بمعرفة قتلة شهدائهم بدون تدجيل و مراوغة .
و أخيراَ هل نريد الحقيقة الحقيقية و التي لا تقبل جدلاَ و عليها إما ينهض الوطن أو يتهدم ؟ أنها معركة مخيفة و مرعبة نخوضها نحن اللبنانيون منقسمون ما بين مؤيدين لها و مناهضين لها و كل منا يصفها بما يحلو له .
لذلك نجدد النداء الى رجال السياسة بوجوب ضبط النفس و تهذيب اللسان لأن الأنسان العاقل هو الذي يردعٌ نفسه عن الفساد و يُجنبها ما يحُط من قيمتهُ و قدره فالضرورة تقضي بأصلاح النفس قبل أصلاح الغير هكذا يقضي المنطق فهو وحده المسؤول عن السلطة و فسادها و عليه نقول لهم حذار من تأجيج الفتنة
حذار من طمس الحقيقة حذار من ضرب السلم الأهلي حذار من الأنجراف وراء الطمع السلطوي فبتهميشكم للفريق الآخر لآي جهة أنتمى تتطلقون رصاصة الرحمة بقلب لبنان فلا يحسبن أحد أن البغض أنتصاراً .
فمن هذا المنطلق أجد نفسي مدفوعة بما أوتيت من قدرة لمناقشة هذا الأمر مع أصدقائي أنطلاقاَ من محور الكتابة الصادقة الخالية من التذييف و التشهير
الى أين تأخذنا هذه الحقيقة ؟ الى أين يأخذون الوطن ؟ فالجاهلُ نعذره و العالم بعظائم الأمور لا عذر له. و ليكن اللًه بعوننا