سقطت حكومة الرئيس سعد الحريري وسقط معها إتفاق الدوحة وجميع العهود والمواثيق والإلتزامات… سقطت الحكومة وحصل ما حصل بعدها في البلاد من عرض عسكري أو بروفا لأصحاب القمصان السود في بيروت مترافقة مع حملة إعلامية شرسة من حزب الله وحلفاءه…
ما أشبه هذه الأيام بتلك: رفيق الحريري خارج السلطة، يترافقه هجوم إعلامي عنيف وتهديدات أمنية له ولحلفاءه، ومن ثمّ 14 شباط 2005… والآن سعد الحريري يخرج من سلطة وأوركسترا الشتّامين هي نفسها والإتهامات نفسها العمالة والفساد.. ولكن لن نسمح بالمزيد!!!
فعلها الميقاتي حين وصل على كرسي الرئاسة بعد تحوّل وسطيته إلى طرف في النزاع مساهماً في زيادة الشرخ بين اللبنانيين وبين الطائفة السنية كذلك. فعلها حين وصل إلى كرسي الحكومة عن طريق فريق 8 آذار متحدّياً زعيم الأكثرية الحقيقيّة…
عذراً دولة الرئيس ألم تنظر في عينَيْ سعد الحريري حين زرته وحين إلتقيت به.. ألم تلاحظهما وهما يقولان لك شكراً صديقي ورفيقي فتآمرك مع قتلة والدي لا يزيدني إلا تشبثاً أكثر بالمحكمة وبلبنان وإنّ غداً لناظره قريب…
دولة الرئيس غداً حين تصل إلى السراي الحكومي لا تنسى أن تقرأ ما تركه رفيق الحريري من عبرةٍ لنا على أبواب السراي الكبير، وتفكّر بأنّها لو دامت لغيرك لما وصلت إليك..
دولة الرئيس، حين تصل إلى السراي إلتفت إلى الوراء وتذكّر كيف وصلت، تذكّر أنّك وصلت على أفواه بنادق حزب الله ولم يكن وصولك عن زعامة فأصوات زميلك في كتلتك النائب أحمد كرامي أكبر دليل على حجم زعامتك الطرابلسية والسنية..
دولة الرئيس، وأنت تمضي غداً على إلغاء المحكمة الدولية أنصت جيداً لآهات الأمهات والآباء والأبناء الذين قدّموا شهداءاً بدمائهم وصلنا لِما يُعرف بالإستقلال الثاني..
دولة الرئيس، تذكّر دوماً التاريخ. تذكّر أنّه لا يرحم… وتذكّر أنّنا ها هنا قاعدون جنوداً للبنان الحر السيد المستقل.. قاعدون لأننا أصحاب حق وقضيّة بذلنا الغالي والرخيص للبنان وسنبذل كلّ ما نملك من أجل الخفاظ على لبنان الدولة القادرة لا دولة الميلشيات ولا دولة الفساد والطغاة.
دولة الرئيس، تذكّر السابع من أيار وأنت تشرعن سلاح حزب الله. تذكّر الشكر لسوريا الأسد وتذكّر الولاء المطلق لولاية الفقيه..
تذكّر كلّ هذا وحينها ليتك تدرك ماذا إقترفته يداك…
دولة الرئيس وَصَلْت، ولكنك سلكت أقذر الطرق وأبشعها: ترهيبٌ وإستعراضات عسكرية، ضغطٌ وفتنة، لوعةٌ وطعنة…
مبارك عليك الكرسي ومبارك لنا الشرف والكرامة، مبارك عليك التبعيّة ومبارك لنا الحريّة، مبارك عليك اللقب ومبارك لنا السيادة فما الحياة إلا وقفة عزّ وما الرجال إلا في لحظات الشدائد!!!