لا يبقى أمامنا إلا العدو وحده بغطرسته المعهودة ليوحدنا من جديد ، فكلام وليد بك البارحة عن عدوان إسرائيل وحده يوحدنا صحيح و أقل ما يقال عنه واقعي
ليس هناك من أمل في الأفق و الوضع إلى مزيد من الإحتقان لا أحد يعلم متى تطلق شرارة الفتنة. ففي المرة السابقة كان الإشتعال بحاجة إلى بوسطة، ورغم أن هذه المرة، الأسبقية على موقف سيارة لم تف بالغرض، لكن الامور إلى مزيد من التصاعد و ما أمكن احتوائه البارحة سيكون في طور المستحيل غداً
الخوف هو العامل الوحيد المشترك بين جميع الأطراف، وقد لا يكون الخوف من الدخول في المعركة نفسها بل الخوف مما يدفن في النفوس من نقمة وثأر فتداعيات الحرب الأهلية لا تنتهي بما يدفن في المقابر و أكبر دليل هو ما نشهده و ما زلنا ندور حوله حلقة من إتهامات و نبش لأحقاد من ماض أسود عبثاً حاولنا طيه
بطش الاسرائيلي من الممكن أن يكون أفظع ربما من ناحية الخسائر المادية و البشرية لكن على الاقل الخسائر المعنوية تنحسر تجاه العدو المتربص خارج الوطن و لا تتحول ثأراً يقلق مضاجعنا تجاه جار يقبع خلف أبواب المنزل
لم أر لبنان بحياتي موحداً وراء شاشة التلفزة يكفر ببطش اسرائيل، لم أر بلدة في لبنان تحضن جميع ابنائها و على إختلاف انتمائهم و طوائفهم ، لم أر اللبنانيين يوماً موحدين كما رأيتهم في عدوان تموز الأغبر
فلتقوم الحرب إذا كانت مكتوبة علينا و ليسقط الشهداء لكن ليس دفاعاً عن زعيم أو مشروع أو طائفة أو حتى عن "زاروب" بل دفاع عن كيان وطن ، كيان استشهد من أجله رجال وكيان حصد سبحة من الشهداء أكانوا من شهداء ثورة الأرز أو شهداء الأمس أو شهداء المقاومة حتى نجل سيد المقاومة السيد هادي نصر الله لم يستشهد دفاعاً عن طائفته بل دفاعاً عن وطن
وحّدينا يا اسرائيل قبل أن تنهش بنا عصبيتنا وحّدينا يا إسرائيل قبل أن ندفن في نفوسنا المزيد من الحقد و الثأر ليكون كتاب على اولادنا كما كانت علينا