الذل من ورائكم..والموت من أمامكم


باسل مرعب – بيروت أوبزرفر




التغيير الحاصل في الموقف الأميركي حيال لبنان والمحكمة الدولية الخاصة به، كان بمثابة الشرارة لتفجير غضب حزب الله ونفاذ صبره من "مطمئنيه" من القرار الإتهامي وتداعياته المرعبة

وقد برز التغيير الأميركي على صعيدين

أولاً، زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان إلى لبنان قادماً من الرياض، كانت أولى بوادر هذا التغيير، حيث التقى الرئيس ميشال سليمان وأبلغه أن دخان القرار الإتهامي الأبيض سيتصاعد قريباً ولن تستطيع قوة في العالم أن توقفه، كما التقى وليد جنبلاط وأفهمه أن التصويت ضد المحكمة داخل مجلس الوزراء ممنوع

ثانياً، تصريح المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس "الخطير" والذي اتهمت فيه سوريا وإيران بتسليح حزب الله الذي يمارس نفوذاً مدمراً ومزعزعاً لإستقرار لبنان والمنطقة

حزب الله، اللاهث لنسف المحكمة الدولية، تارة عبر ملف شهود الزور وطوراً عبر وصفها بالإسرائيلية، لم تلجمه تطمينات بري "الفرنسية"، ولا الوعود السورية والسعودية "السرابية"، لأنه بات على يقين أن أنياب المحكمة لن ترحمه، فأعلن ليلاً عبر أمينه العام مقاطعتها بالثلاثة، بعد أن ضرب نساءه، نهاراً رجال كاسيزي وبلمار، ليقول لهما بأن صبره قد نفذ ولن يتعاون بعد الآن ولن يعطي معلومات بل هو من سيأخذ المعلومات (سرقة حقيبة أحد المحققين وأجهزتهما الخليوية)، وليقول للدولة اللبنانية المنقوصة الهيبة، مجدداً، من يجرؤ على دخول عقر داره في الضاحية الجنوبية، سيكون الحزب له بالمرصاد بنسائه..ورجاله

وانبرى أبواق "حزب الله" وأعادوا لغة "الصرامي" إلى التداول السياسي من جديد، مهددين من يتعامل مع المحكمة الدولية "الإسرائيلية"، من رئاسة وحكومة ومجلس نواب ومؤسسات قضائية وأمنية وإعلامية وصحافيين وشعب، بدعس رقبته "بالصرماية"، بتهمة العمالة والخيانة، موجهين رسالة إلى كل لبناني شريف يحلم بتطبيق العدالة وإظهار الحقيقة: الذل من ورائكم..والموت من أمامكم