شجرة جبران باسيل ؟ ! – ط . ط

تتسبب الأشجار في المرحلة الأخيرة بأحداث مختلفة في مناطق لبنان، بعضها مؤسف ومؤلم كما في حادث شجرة العديسة، الذي سقط بنتيجته 3 شهداء في الجانب اللبناني، وبعضها مضحك – مبكي كما في رواية شجرة جبران باسيل في البترون والتي إستدعى موضوعها مؤتمرين صحفيين للوزير و 3 بيانات متناقضة صدرت عن مؤسسة كهرباء لبنان ؟ !


وفي التفاصيل فإنه بعد الضجّة التي أثارتها عملية " دهم " منزل الخوري بيار صعب (زوجته السيّدة لور سليمان صعب) في البترون من قبل مفتّشي مصلحة كهرباء لبنان، معززين بالقوى الأمنية ! ، أصدرت المؤسسة بياناً جاء فيه انّ كابل الإستجرار (الكابل الذي ينقل الكهرباء من العامود الى داخل المنزل) مموّه في شجرة قربه ! وأنّ هذا هو سبب الشكّ والريبة ؟ وانّ المداهمين لقوا ترحيباً وحسن إستقبال من أصحاب المنزل





وبعد الضجّة المدوّية التي أثارها التدبير الأرعن داخل المدينة وفي عموم القضاء، خصوصاً وان الخوري الجليل والسيّدة الفاضلة لا يجاريان سياسة الوزير باسيل المحلّية والحزبية، إستصدر باسيل بياناً ثانياً عن مؤسسة كهرباء لبنان ورد فيه انّ الكابل المذكور وجد مطموراً تحت الأرض ! (لم يعرف من أنزله من الشجرة وطمره) وان هذا سيكون موضوع متابعة وإستقصاء على الرغم من انّ وضع الساعة والعدّاد داخل المنزل سليمين ولا لبس قانونياً فيهما ؟


وعندما إشتدت الضجّة والإستنكار، بعد نفي الوزير باسيل ان يكون الفهود قد شاركوا في المداهمة وقوله انّ دركيين إثنين صحبوا المفتّشين، أصدرت المؤسسة بيانها الثالث وفيه أعادت الكابل الى شجرة جبران ! وروت انه تمّ الإتفاق مع أصحاب المنزل على قطع الشجرة المذكورة ! على الرغم من انّ العرف والقانون يقولان بوجوب ان تعدل المصلحة في مسار خطوطها إذا تداخلت في شجرة ما، حفاظاً عليها، خصوصاً إذا كانت نادرة او معمّرة، ولأن التربية علّمتنا ان نزرع ولا نقطع من أجل البيئة والصحّة العامة في لبنان ؟


ومن كلّ ما تقدّم، وما سيرد لاحقاً، يمكن للمرء ان يستشفّ انّ الأمر كلّه كيد سياسي يستخدم فيه باسيل صلاحياته وموقعه في مسعى تصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين الذين أوصلوه الى هزيمتين بلديتين (1998 و 2004) وإثنتين نيابيتين (2005 و 2009) طبعت جميعها مسيرة خيباته السياسية الممتدة على مدى أكثر من 15 عاماً ؟ ! .


ويبقى ان أكثر من سؤال جوهري يلفّ تفاصيل حادثة شجرة باسيل أوّلها انّ موقع صاحب المنزل (خادم كنيسة الرب) وزوجته (مديرة الوكالة الوطنية) يتيحان للمفتّشين ان يزوروا المنزل دون مواكبة أمنية وضجيج ؟ ويقومون بعملهم بصمت، بما كان جنّب باسيل ان تعلق آماله السياسية " ومسيرة الإصلاح والتغيير " في شجرة قرب منزل الخوري بيار صعب في مدينة البترون ؟ بإنتظار قطعها في المشهد الثاني الذي سنشهد فصوله … لاحقاً ؟ ! .