يطل علينا من حين إلى أخر عباقرة باللباس الديني والمدني ليصبعوا علينا مرددين "اياكم والفتنة "،ما الذي يذكرني بقصة الناطور والذئب ،وكم كذب الناطور على أهل قريته ،وكيف كانت النتيجة بفناء الغنم .
أما عن الفيلسوف الأخر ،فما منه إلا بصفه الكلام البذيء الرديء العاري عن التعريف والتعريب إلا اللهم عن الكفر والمذمة لكل سامع ومشاهد مهتدٍ وعاقل مفكر .ليطلق الشتائم يمنة ويسرى بحق الجميع معتبراً بأنه يتألق بسماء وحالماً بالنجومية .يهدد حيناً ويتوعد أحياناً كفاجر يحلم بأكل مال التاجر.
الفتنة ولماذا الفتنة ؟
هناك مجرم أو مجرمون حرموا البلد من رجالات خييرة ،هناك من دبر ،هناك من أمر وهناك من نفذ،وكل هؤلئك لا دين لهم ولا طائفة .وهل هناك انسان
واحد يقبل بأن تموت الناس حرقاً أو تفجيرا؟
أما الذي يتكلم عن فتنة ،فما إلا من يوجه التهمة إلى نفسه .
ومن قال أصلاً ،إذا توصلت المحكمة إلى القاتل ،وعلى شرط بأن لا تظلم أحدا،ويكون لديها إثباتات وأدلة لا غبار عليها ولا شك ،فمن يقبل على نفسه حماية هكذا أشخاص ؟
فيا اهلنا كفانا تصبيعاً،وكفانا تخوين ،ولنكن واقعيين ولننبذ الجريمة ومرتكبيها مهما علا شأنهم.