عميل الشركة الخليوية بين انجاز المخابرات ودور المحكمة الدولية – إلهام فريحه – الانوار

قرابة الأسبوع مضت على توقيف مديرية المخابرات في الجيش اللبناني الموظف في شركة (الفا)، شربل قزي، بجرم التعامل مع الموساد الإسرائيلي. رسمياً ما ظهر في الإعلام اقتصر على بيان مقتضب لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني ثم، وكعادته، تصريح مقتضب عن وزير الإتصالات شربل نحاس

خارج هذين البيانَين امتلأت صفحات الصحف بما يمكن أن يكون قد تضمَّنه التحقيق والإعترافات، على رغم ان التحقيق سري ويُفتَرَض عدم تسريب أي من عناصره ومضامينه

واستناداً إلى ما تمَّ تسريبه بدأت التحليلات والتصريحات تُبنى ومنها ان اسرائيل من خلال المعلومات التي قدَّمها العميل المذكور، استطاعت التلاعب بالبيانات الخليوية وانها مسؤولة عن اغتيال الرئيس الحريري والإغتيالات التي لحقت
هذه القضية، بهذا الحجم من الدقة والخطورة تستلزم ليس فقط متابعة جدّية بل تعاطٍ جدي انطلاقاً من المعطيات التالية:

ان العميل الموقوف منذ أسبوع أثبتت الإعترافات التي أدلى بها انه يتعامل مع اسرائيل منذ العام 1996 أي منذ أربعة عشر عاماً، السؤال هنا كيف لم تستطع الأجهزة الأمنية اللبنانية منذ ذلك التاريخ، وقد كانت تسيطر على البلد بيدٍ من حديد، اكتشافه

بين تجنيده في العام 1996 واغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، تسع سنوات، فلماذا يتم القفز فوق هذه الفترة الزمنية الطويلة نسبياً للوصول مباشرة إلى اعتبار ان له دور أو مساهمة في عملية الإغتيال?

قد يكون الأمر كذلك، فاسرائيل لها تاريخ أسود في الإغتيالات سواء في التاريخ القديم من عقود القرن الماضي أو في التاريخ المعاصر وآخرها اغتيال المبحوح في دبي، لكن هذا يتطلَّب رفع طلب إلى المحكمة الدولية للعمل على (مسار جديد) في تحقيقاتها وأن يُتاح لها أن تُحقِّق مع العميل شربل قزي لمعرفة حقيقة الطلبات التي طُلبت منه وما إذا كانت مرتبطة بما تمتلكه المحكمة عن قضية الإغتيال والإغتيالات التي تلتها

وهنا قد تستطيع المحكمة مقارنة ما ستتوصل إليه مع ما كان قد توصَّل إليه النقيب وسام عيد في مجال تعقُّب الإتصالات وهو ما أدى إلى كشف بعض الخيوط في ما يتعلَّق بالإغتيالات التي وقعت بين الأعوام 2005 و2008، مع ما كان يُطلَب من شربل قزي، فقد يكون في بعض الطلبات التحضير لإغتيالات جديدة
 
* * *
هذا الملف بهذه الدقة والخطورة يستلزم كل هذه العناية والدقة والجدية ولا يجوز التعاطي فيه بتسريبةٍ من هنا وتسريبةٍ من هناك والبناء على هذه التسريبات لتسجيل المواقف

ان الواجهة الحقيقية لإستكمال اعترافات شربل قزي تكون في المحكمة الدولية التي يجب أن تُخضِع هذا الصيد الثمين لمديرية المخابرات، إلى التحقيق الذي يستحقه، علَّ ما يكشفه يساعدها في تسريع إصدار القرار الظني