تحدث الناشط الاميركي المهم الذي شارك مع وفد من رجال أعمال اميركيين كبار في زيارة سوريا على مدى سنة وفي البحث مع زملاء لهم فيها في العلاقة الثنائية السورية – الاميركية السياسية والاقتصادية و"الاعمالية" في آن واحد وفي حضور احد رسميي وزارة الخارجية في دمشق، تحدث عن كل ذلك، قال: "فريقنا أوقف رحلاته الى دمشق، وأوقف اجتماعاته مع الفريق السوري. حصلت سابقاً اجتماعات عدة بين الوفدين بموافقة القيادة السورية. وآخر اجتماع عقد في شهر آذار الماضي (2009) بعد انتخاب باراك اوباما رئيساً للولايات المتحدة واتخاذه قراراً بالانفتاح على سوريا والتحاور معها. أبلغت القيادة السورية الى الفريق السوري المذكور ضرورة وقف كل حوار مع الوفد الاميركي المذكور ايضا وقطع كل اتصال به بدءا من الهاتف وانهاء بالرسائل الالكترونية اي الـEmails. وقد بلغ المنع حد استعادة هواتف خليوية من البعض كانت تستعمل في الاتصال بين الوفدين في العاصمتين السورية والاميركية. والمبرر الذي أعطته القيادة السورية لقرارها وموقفها هو ان الحوار مع اميركا قد بدأ او هو على اهبة البدء. وفي وضع كهذا لا بد ان يكون لسوريا محاور واحد وصوت واحد. والمحاور هذا هو السلطة السورية. ظن الرئيس بشار الاسد ان الامور في اميركا وخصوصا مع الرئيس الجديد باراك اوباما ستجري مثلما تجري في سوريا التي يترأس ويقود. لم يعرف ان الاوضاع تختلف كثيراً بين اميركا وسوريا". انهى الناشط اللقاء القصير معه بالقول ان مصر تعيش حالا من الركود وان لا حلول لأي ازمة مع اسرائيل بنيامين نتنياهو وخصوصا الصراع بينها وبين الفلسطينيين واستطراداً العرب وان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ضعيف وان الاردن غير موجود".
ماذا قال الناشط الاميركي من أصل عربي والعامل على خط التسوية في الشرق الاوسط بين العرب واسرائيل؟ قال: "ارتكب اوباما غلطة في عملية السلام. اعلن موقفه القاضي بالطلب من اسرائيل تجميد الاستيطان. رحب محمود عباس رئيس السلطة بذلك وتمسك به ولم يعد يستطيع اوباما التراجع. ذهبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى نتنياهو في اسرائيل وتراجعت بعض الشيء عندما مدحت موقفه او عرضه التفاوض معتبرة اياه غير مسبوق. ويقضي هذا الموقف بتجميد جزئي للاستيطان وبعدم شمول التجميد مدينة القدس. ودعت انطلاقا من ذلك الى مفاوضات اسرائيلية – فلسطينية مباشرة. وارتكب اوباما خطأ ثانياً هو انه لم يطلب من العرب شيئاً مثلما فعل مع نتنياهو في الخطاب الذي القاه في القاهرة. لكنه في السر ايا في الاجتماعات مع عدد من القادة العرب طلب منهم خطوات تطبيعية مع اسرائيل وإن "خفيفة" او صغيرة يمكن اعتبارها اشارات حسن نية. طبعا رفض هؤلاء القادة ذلك ثم توقف كل شيء". قال نتنياهو بعد ذلك انه مستعد للتحاور مع سوريا حول السلام. هل هو جدي ام يحاول التعويض عن الصدمة التي اصاب بها موقفه من الفلسطينيين العرب وادارة اوباما في آن واحد؟ سألت. اجاب: "هذه ليست المرة الاولى التي يلجأ فيها نتنياهو او غيره من زعماء اسرائيل الى المسار السوري للتعويض او على الاقل لكي يُنسوا الناس موقفهم السلبي على المسار الفلسطيني. في السابق كان السوري يعتبر ان طريقه الى اميركا التي يريد اقامة علاقات صداقة جدية معها تمر عبر اسرائيل والسلام معها. انه يظن الآن ان السلام مع اسرائيل يمر عبر علاقة جيدة وحال من الصداقة بين بلاده والولايات المتحدة. سوريا ارتكبت ولا تزال ترتكب أخطاء فظيعة وكذلك اميركا ودول الغرب التي تريد سوريا علاقات جيدة معها. كنت مجتمعاً امس مع شخصيات غربية عدة اثارت موضوع اعتقال الناشط السوري هيثم المالح في دمشق ومسألة حقوق الانسان في سوريا. لماذا لم تُثِرْ هذا الموضوع من قبل؟ هناك ألوف هيثم المالح في السجون السورية. لماذا الآن؟
انها لا تعلم ربما ان ادارة باراك اوباما قررت الحوار Engagement مع سوريا بغض النظر عن حقوق الانسان والديموقراطية. ماذا حصل؟ لا شيء". ماذا لديك عن مهمة الموفد الرئاسي جورج ميتشل في سوريا. سألت، اجاب: "ارتكب ميتشل خطأ في اول زيارة له لسوريا. سأل الرئيس الاسد "على جنب" ماذا تريد؟ فأجاب الرئيس السوري: ثلاثة امور. تخفيف العقوبات الاميركية على سوريا (Ease the) sanctions وارسال سفير اميركي الى سوريا وزيارة اوباما لدمشق أو عقد لقاء معه. لم يسأل ميتشل الاسد: ماذا ستقدم في المقابل؟ لكنه وعده بأنه سينقل طلبه الى رئيسه وان امكانات تحقيقه ليست قليلة. والاسد بدوره لم يقل لميتشل ماذا سيقدم في مقابل ما طلب. لماذا تقوم اميركا بخطوات جيدة او ايجابية تجاه سوريا وبصورة افرادية ومن دون مقابل؟ لن تفعل ذلك. اثناء التحضير لزيارة داني شابيرو وجيفري فيلتمان لسوريا او بعد حصولها لا اذكر تماما قال لي الاول انه لا يحب سوريا. لكنه تلقى تعليمات من ادارته وسينفذها. فيلتمان لا يحبها ايضا، لكنه تلقى التعليمات نفسها وسينفذها. لم تكن الحال جيدة كفاية اثناء لقاءاتهما بالمسؤولين السوريين. لم يقل السوريون ماذا يريدون او ماذا يقترحون. ربما اشاروا الى ارسال سفير سوري الى لبنان. لكن بماذا يؤثر ذلك على العلاقات السورية – الاميركية؟ عندما قدم المسؤولان الرفيعان هذان تقريرهما الى الرئيس اوباما والى ادارته قالا فيه لم نحقق شيئا. حتى ترسيم الحدود مع لبنان لم تقبل سوريا القيام به وخصوصا في منطقة مزارع شبعا. قال الاميركيون لسوريا انها قالت في الامم المتحدة، شفهياً، ان المزارع لبنانية. وطلبوا منها أن "تقول" ذلك خطياً وخلال شهر يضغطون على اسرائيل فتنسحب من المزارع. كلا، كان موقف سوريا والترسيم يتم بعد السلام". اين سوريا اليوم في اميركا باراك اوباما؟