تحدّث المسؤول الرفيع في "الدائرة" الثالثة نفسها داخل الادارة الاميركية عن زيارة وفد وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) للبنان في الخريف الماضي، قال: "تحدّث الوفد مع المسؤولين اللبنانيين المدنيين والعسكريين في أمور كثيرة. منها تحديد جديد لمهمات الجيش وتركيبته ربما كي يتحوّل قوة مقاتلة فعلياً
هناك ثلاثة اهداف استراتيجية للجيش. الاول، مكافحة الارهاب. والثاني، المحافظة على الأمن في الداخل. والثالث، الدفاع عن الحدود والمحافظة عليها وتأمين سلامتها. بحث الوفد ايضاً مع اللبنانيين في الرؤية التي يفترض ان تكون للجيش. يجب ان تكون له رؤية متكاملة وشاملة وعلى اساسها يكون التعاون العسكري بين لبنان والولايات المتحدة. فالعلاقة العسكرية بين الدولتين يجب ألا تقتصر على طلب لبنان تزويده سلاحاً من هذا النوع او ذاك
بل يجب قبل استجابة المطالب ان تكون عند الجيش رؤية شاملة لمهمته وتحديد واضح لأهدافه واختيار دقيق للأسلحة التي يحتاج اليها بغية تنفيذ المهمات وتحقيق الاهداف".
هل سمع الوفد من المسؤولين اللبنانيين المدنيين والعسكريين وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ما يشير الى وجود الرؤية الشاملة (Vision) التي تحدثت عنها او الى استعداد لوضعها؟ سألت
اجاب: "لأكن صريحاً معك لم يقابل وفد وزارة الدفاع الاميركية رئيس جمهوريتكم. قابل قائد الجيش العماد جان قهوجي ووزير الدفاع الياس المر ورئيس الحكومة المكلّف آنذاك سعد الحريري. لم يُمْضِ الوفد اكثر من يوم ونصف يوم في لبنان. وقد تناول الحديث مع هؤلاء كل الأمور التي حدثتك عنها. طبعاً نحن نعرف ان ذلك اي ان ما اثاره الوفد او طلبه يحتاج الى تحضير ولا يمكن تنفيذه في سرعة. لكنهم قالوا للوفد ان البحث في الأمور المطروحة ومنها الرؤية مستمر. وشعر الوفد بشيء من الطمأنينة
ان عمل اميركا وتحديداً وزارة الدفاع في ما يتعلق بمساعدة الجيش اللبناني وسائر المؤسسات العسكرية والأمنية يشبه عمل الذي يضع "اللحم" على "العظم" اي على الهيكل العظمي. عندكم جيش ومؤسسات امنية في حاجة الى مساعدة". تحدثت عن ثلاث مهمات للجيش احداها مكافحة الارهاب. والعالم كله يعرف انكم وضعتم "حزب الله" اللبناني على لائحة الارهاب الاميركية، فهل يمكن او هل تتصورون انه يمكن الجيش اللبناني ان يحارب "حزب الله" الذي حرر الجنوب من احتلال اسرائيل والذي يمثل "شعباً" لبنانياً كبيراً؟ وكيف؟
وقلت ان على الجيش ان يحفظ أمن الداخل اللبناني، فهل تعرف ان الجيش اللبناني صار مكبّلاً او ربما مشلولاً بعد سلسلة حوادث معه اثناء حفاظه على الأمن المذكور وجعلت ضباطه وربما عسكره لا يتجرأون على الرد على الاساءة او الاستفزاز او حتى اطلاق النار ولأسباب كثيرة معروفة؟ سألت
اجاب: "اعرف تماماً ان "حزب الله" على لائحة الارهاب، وأعرف ظروف لبنان الداخلية والاقليمية والدولية. ونحن لا نطلب من الجيش اللبناني ان يشن حرباً على "حزب الله". موضوع هذا الحزب له علاقة بالخارج (سوريا وايران) وله علاقة بالداخل. ربما خلال سنين عشر او اكثر او اقل يتحوّل التعامل معه سياسياً. الدولة وحدها يجب ان تحتكر السلاح وفقاً لاتفاق وطني جماعي (Consensus). طبعاً هناك ارهاب "الجهاديين" الاسلاميين المتطرفين وهو خطير جداً. هذا الارهاب يستطيع الجيش ان يتصدى له ويجب ان يتصدى له بموافقة كل الاطراف اللبنانيين كما حصل في مخيم نهر البارد لـ"اللاجئين الفلسطينيين".
في اعتقادي ان خطر الاصولية الشيعية موجود، لكنه اقل خطراً من الاصولية السنية. اولا، لأن الشيعة اقلية في العالم الاسلامي اذ تبلغ نسبتهم زهاء 16 او 18 في المئة من المسلمين الذي قد يصل الى مليار و400 مليون
وثانياً لأن الاصولية الشيعية بلغت الذروة وهي قد تكون مرشحة للتراجع اذ لا تستطيع التربع على هذه القمة الى الأبد. اما الاصولية السنّية التي تنتشر كالنار في الهشيم فخطرة جداً. لذلك يجب ومن خلال الحوار (Engagement) مع سوريا وايران ولبنان البحث عن طريقة لمكافحة خطر ما تسمونه ارهاباً اسلامياً اصولياً سنّياً يقال انه موجود في لبنان هذا اذا كان موجوداً
ردّ "هذا التفكير الذي عبّرت عنه ينسجم مع خط التفكير لدينا. لكن الأمور ليست سهلة كما تعرف، حاولنا مع سوريا ونستمر في المحاولة لكن حصلت اخيراً امور في العراق جعلت هذا الأمر يتأخر بعض الشيء".
علّقت: ربما عليكم إفهام من يستعملون "الجهاديين" السنّة، وهم من غير السنّة، انهم يعرّضون أنفسهم لأخطار شديدة لأن هؤلاء قد يرتدّون عليهم. ولا اظن احدا يجهل دور سوريا وايران في هذا الموضوع سواء كان مباشراً او غير مباشر في لبنان وفي العراق
ردّ: "هذا امر صحيح".
ماذا في جعبة المسؤول الاميركي الرفيع نفسه في "الدائرة" الثالثة البارزة داخل ادارة اوباما عن لبنان واسرائيل؟