تناول أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطبته في خامس ايام عاشوراء، كيفية مواجهة الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل علينا، فاعتبر ان "هذه الحرب هدفها بالدرجة الأولى إرعاب الفريق الآخر وإخافته بما يؤدي الى استسلامه أو انسحابه، وقد تضع هدفا آخر لإرعاب الفريق الآخر يهدف الى تثبيت الوضع النفسي والمعنوي للجهة التابعة لهذا العدو، مثل المناورات والتدريبات التي قامت بها بعد حرب تموز بهدف إخافتنا وأيضا لإعادة الثقة الى الشعب الاسرائيلي". وأشار الى انه بعد حرب تموز ذهب الإسرائيلي الى حرب غزة وهو هدف لإرعاب الشعب الفلسطيني واللبناني والعربي على حدّ سواء، ولإقناع شعبه أيضا بأن هذا الجيش الذي هزم في لبنان استعاد قوته وعافيته
ورأى السيد نصرالله انه "بالنسبة لنا في لبنان وفلسطين والأمة عموما فنحن نحتاج لمواجهة الحرب النفسية، التي يشنها العدو علينا، لأدوات ووسائل وأساليب مشابهة لما نحارب به ومبتكرة أحيانا ومنسجمة مع قيمنا وثقافتنا وأخلاقنا وضوابطنا الشرعية"، موضحا ان الهدف الأول بالنسبة لنا هو تثبيت شعوبنا وتعزيز منعتهم النفسية فلا يتمكن العدو من ايصالنا الى اليأس وايجاد الشك في فكرنا أو خياراتنا. ومن جهة آخرى نحن بحاجة الى أن نشن على العدو ومؤسساته ومجتمعه حربا نفسية مضادة لإخافته هو وايجاد الشك في قلبه
وأشار الى "وجود نوع آخر من الحرب النفسية يستند الى المدرسة القرآنية"، متحدثا عن عناوين عدة كـ"الإيمان بأن الله موجود وأنه قادر على كل شيء وليس حياديا بل نعتقد بأن كل ما يجري في هذا الوجود حتى أبسط الأمور خاضعة وسائرة بمشيئة الله، وأنه هو الذي يحيي ويميت ويحفظ وجود السموات والأِرض، وأن الله يستجيب ويرزق من يطلب الرزق ويطيل عمر من يطلب طول العمر بمشيئته"، مستذكرا في هذا الإطار معركتي بدر وأحد، اللتين حضرا فيهما العامل النفسي بقوة
وإعتبر انه "من شروط أن ينصرنا الله، التواجد في الساحة والإعداد الصحيح للمعركة وتوافر قيادة مخلصة والطاعة للقائد وعدم التنازع". وأشار ايضا الى "البصيرة، التي منها تعرف نقاط ضعفك ونقاط قوتك، وأن تقاتل العدو وتصاحب الصديق، وليفعل ما يريده لن يستطيع المس بأهل البصائر والمعرفة". كما لفت الى ضرورة مواجهة كل ما يُقال ويستهدفنا بالشك في ما يقال لا بالشك في ما نؤمن. ففي حرب تموز وبعد 27 سنة من كل أنواع الحرب النفسية التي خاضها العدو الاسرائيلي ضدنا، فشلوا، 33 يوما تحت النار والقصف والقتل والتشريد، ولكن ميزة ما واجهنا به هذه الحرب أننا لجأنا الى الله فثبت قلوبنا وأقدامنا، وفي المقابل ألقى الرعب في قلوب أعدائنا، وأقول لاسرائيل لقد جربتم كل أشكال الحروب النفسية معنا ولم نزداد إلا شجاعة وثباتا وايمانا وفي المستقبل لن نكون إلا كذلك بل أفضل من ذلك