إن الـــتفكير والأنتظار أتعبا الشعب وأرهــقا أعصابه في كيفية الخروج من الإنسداد
السياسي والتوصل الى حَـــل لأزمة تَـــــشكيل الحكومة وبات العقل مُـــحتاراُ لتعدد السناريوهات..فلايعقل أن يَـــطول الزمن المُعطى لتشكيل الحكومة إذ كيف يمكن أن تستمر الحياة في بلد تُسيرها حكومة مؤقتة بلا برنامج وبلا آفاق، فــــــــهناك أمور تسترعي النظر والحل السريعين.
كل شئ مُبعثر هذه الإيام في لبنان ..الأمل واليأس والأوراق يَـــتم توزيعها من جديد لتوزيز فلان وتَــعيين علان وحقائب وغير حقائب والشعب ينتظر أموره العالقة لقد أعيانا الوجع ونكتم أوجاعنا كي يكون لبنان بلد السلام في منطقة تقف على براميل متفجرات والصواعق تشتعل ناراً …
ولكن أليس من حقنا أن نسال إلى متى سننتظر إلى أي مدى نستطيع الصبر ؟. فــلا زلنا بعد خَـــمسة أشهر نلوك الأسئلة وتتقاطع في ألسنتنا الكلمات وتَـضيع الأجـــوبة وفكرنا الأنساني مُـعطل فلا وجود لأديب أو مثقف أو شاعر ولاقيمة للبنان في ضمير السياسة الفئوية الإستحاواذية ..الجميع يتلهى بالحصص فيما البلد كله مُــهدد بالضياع فيما الدولة تقف على الأستشارات والأستشارات والأستشارات
ألا ترى معي أيها القارىء الكريم أن ما نَــــكتبه إنما هو زفير يَخرج مِــــن رئة مليئة بالهواء الفاسد هواء سياسي ملىء بكلمات يَـــرميها البعض ليضعها حاجزاً فـــي تأليف حكومة يُقال عنها حكومة وحدة وطنية..
بوضوح يجب أن نصرخ وبلا تلعثُم :إن النزعة الأنانية نحو المصلحة الخاصة ألغت المصالح العليا المشتركة ولعلنا أحيانا نقول بوضوح أن النزعة الطائفية أو الـــفئوية ليست عميقة، فيمن يضعون العصي في الدواليب إنما هي المصالح الشخصية والعائلية ..
كيف نستطيع التقدم لبلد يتطلع شعبه للأزدهار..وقريبا سيأتي من يذكرنا بيوم الاستقلال الآتي للبنان بعد أن أصبح لكل فريق همه وشعاره ورايته ..سيغيب عن الاستقلال هذا العام حتى تلك الشعارات التي كنت نملّها لانها لاتنسجم مَـــــع واقع الحال ..حَـــتى تلك الشعارات الوطنية تغيب هذه الأيام في مواجهة النعرات الحزبية والطائفية .. إن الأستقرار السياسي في البلد لايمكن أن يكون في ظل الظنون السيئة التي تَــــحكم الهواجس والتخوفات من قبل كل طرف في التعامل مع الطرف الاخر.
رحم الله شهداء الأستقلال ورحم الله كل من ضحّى من أجـــل الوطن وكَـــرامته ضد أعداء العروبة ولبنان رحم الله الشهداء وأنا لنسنتحضرهم جميعا ليشهدوا ما يجري في بلاد قدَّموا من أجلها الغالي والرخيص لتنعم باستقلال عزيز كريم كبير…
إن الأنتظار في اللحظات الأخيرة هو الأنهماك الحقيقي في القضايا العالقة وإن كان هنالك أسباب في التأخيبر فلينظر البعض إلى نفسه ويسألها أي حقيبة يريد فهل مِـن جواب يقتنع به هو نفسه قبل أن يُقنع الآخرين …
ينبغي الانتهاء من أزمة تشكيل الحكومة قبل عيد الأستقلال لنتمتع بحكومة تجعلنا نشعر أن لبنان ولد مــن جديد ولنبتعد عَــــن التناقضات التي لا تؤدي إلا إلى التعثر والفشل وبالتالي التأخير والمماطلة
فإن تنازعتم في شىء فردوه إلى الله…