إختلال الموازين – ضحى عبدالرؤوف المل

إن تغيير الإختلال الحاصِـل في الموازين في مرحلة مهمة من مَــــراحل ولادة وضع سياسي جــديد ضروري فــــي البلد بات يحتاج الى مبضع الجراحة، لتكون العَـملية قيصيرية، بدل أن
تظل مترنِّحة تحت ضغوطات وتأثيرات المُسكنات على عقول تـــظن أنها تستطيع التلاعب بمصير بلد كان ولايزال على أهبة الأستعداد لتقديم التضحيات .




لكن الإضطرار لتقديم تنازلات في معركة تشكيل الحكومة التي يخوضها البلد في ظروف صعبة وضاغطة من جراء الخلل الطارئ في طبيعة التركيبات السياسية وتـوجهاتها، فإن ذلك بلاشك لن يوصل البلد إلا إلى اشتداد سياسي وتعقيدات جديدة وتكلس في الممارسة السياسية للقوى والحساسيات  في البلد وهكذا يفقد الشعب قيمة إرادته في الحياة في وطن لجميع أبنائه تتساوى فيه الحقوق والفرص لشعب بكامله..

لقد شهدنا في الخمسة أشهر الماضية صَـــــولات وجولات واهتزازات في مواقف بعض المراهنين على ظروف تشكيل الحكومة ولكن وضوح الرؤية لدي البعض جعلنا أكثر تفاؤلا بأن ولادة الحكومة باتت يسيرة جدا رغم الجراحة القيصيرية والخوف من التشوه الخلقي في ولادة انتظرناها طويلاً….

يجب الأعتراف أن المعارضة استطاعت بسط هَـيمنتها بشكل أو بآخر في مساحة مِــن المكون السياسي في البلد ولو قمنا باستطلاع للرأي الشعبي نجد أنها اكتسبت ثقة و أنها الرابح الأوحد في فرض رأيها على الأكثرية رغم أن نجاحها في الأنتخابات لم يكن نجاحا باهراً كما حدث مع الفريق الثاني.

إن هذه الوقائع التي تتضح مع الأيام والتي تجعلنا نقف خلف الرئيس المكلَّف والأعصاب مشدودة  فيما هو أصبح  مُــتردد خائف من صيغة قد تفرض بشكل أو آخر تجعلنا على ثقة أن تشكيل الحكومة بات قريباً لكن ليس كما كنا نرغب بل كما يرغب هؤلاء ..

كيف نكون مخلصين لوطن ونحن نبيع من أجله الغالي والرخيص لنراه معافى من أي نزاعات لا تخدم إلا عدو يبارك الخطى لبعض المراهنين ضد ولادة حكومة وحدة وطنية !؟؟؟

كيف نكون أبناء وطن ونحن لم نراع عهودنا في إنجاح السعي نحو دولة تحمل أحلام شعب ببناء دولة تكون قوية بتماسك شعبها في مرحلة كهذه؟ لماذا نكون مخلصين لفئة معينة ولا نلتفت إلى  المصالح العليا للبلد .؟.

إننا نرى انقلاب المقاييس والموازيين وغياب القيم والشعارات التي رفعناها في مرحلة ما وسقوط رموز  وكلمات نادينا بها…

فهل بتنا نشكك بأنفسنا بعد أن اختصرنا مرحلة ما بشهورخمسة أم علينا انتظار أشهر أخرى ايضا ؟..أشهر لا ضوابط فيها للمصلحات الخاصة التي يضعونها دون التفكير بشعب بات مشردا في أنتظار الحكومة كي تكون مهداً خصباً وراعياً لمرحلة الخروج من المأزق بعد طول انتظار…