شفافية الرئيس الخرافي..وصيام الرئيس بري – باسل مرعب

 
 
 
 
كان لي شرف الذهاب لأول مرة ، يوم الإثنين الماضي ، لحضور اللقاء الأسبوعي ، في الصالون الإعلامي ، في منطقة اليرموك ، والذي يعد نموذجاً إعلامياً راقياً وعلماً من أعلام الصحافة في الكويت

كان لقاءً شفافاً وصريحاً ، بين السلطتين ، الثانية والرابعة ، الأولى ممثلة برئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي والثانية بالصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة ، لقاءً يؤكد فعالية الدور الرقابي الهادف الذي تلعبه الصحافة

دخل الرئيس الخرافي على الحضور دون أي مرافقة أمنية أومسلحة ، في صورة تعكس درجة عالية من الأمن في الكويت في ظل حكم سمو الأمير الشيخ صباح ، ومدى إحترام رئيس البرلمان لأهل الإعلام ، بعكس ما هو حاصل في لبنان ، فأكثرية السياسيين يتنقلون مع فرق عسكرية مدججة بالسلاح ، إما خوفاً من إغتيال أو لوجاهة، وتراهم عند كل مهرجان خطابي قابعين وراء جدار زجاجي مصفح ضد الرصاص أو شاشة عملاقة ، وعند كل مؤتمر صحافي ، يوجزون قدر المستطاع إما هرباً من صحافي يفضح مستورهم أو لعدم درايتهم الكافية أو للقيود السياسية المفروضة عليهم من رئيس التكتل أو زعيم الطائفة ، فتنعدم الشفافية وتغيب الحقيقة

كان كل شيء مباح مع الرئيس الخرافي ، رغم تردي الوضع السياسي الواضح في الكويت ، ورغم الحديث عن مسؤولية بعض النواب في التأزيم ، إلا أنه لم يعترض على مداخلة أو سؤال أو إستفسار ، لأنه يعي تماماً أن المسؤولية مشتركة بين مؤسسات الدولة كافة ، والهروب من الواقع والتلطي وراء الأزمة ، يضر بالبلاد والعباد ، وذلك بعكس رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي آثر الصيام والسكوت عن الكلام وعن مواجهة الصحافيين ، في ظل أزمة تشكيل الحكومة ، في الوقت الذي كان يتوجب عليه بصفته الرجل الثاني في الدولة، أن يكون له موقف حاسم من المهزلة السياسية القائمة وأن يضع حداً للهرج والمرج وأن يحترم الرأي العام الذي يطالبه بتوضيح لكثير من الأمور ، وأن يلجم بعض حلفائه عن المغالاة في التعطيل والتعجيز ، ولكن كما يقال : السكوت علامة الرضا

سئل الرئيس الخرافي : لماذا بعض النواب لا يحترم أصول اللباقة أثناء الحوار بينه وبين الوزراء تحت قبة البرلمان ؟ فأجاب بإختصار : ألستم أنتم من جعلهم نواباً عن الأمة ؟ ألستم أنتم من إنتخبهم ؟ صدقت أيها الرئيس ، فدساتير الكون مجتمعة تنص على أن الشعب مصدر السلطات ، وأن الأنظمة السياسية قائمة بالأساس على متطلبات وأفكار الشعب ، لذا بات من المطلوب وبإلحاح أن نحدث ثقافتنا السياسية لننمي قدرتنا على حسن إختيار من يمثلنا في الندوة البرمانية، وأن نفرق بين من يعطل ويعرقل ويضع العصي في عجلة الدولة وبين من يريد الخير والإزدهار والتقدم لبلده
 
 
 







































[email protected]