الدبلوماسي الأميركي مارتن انديك لبيروت اوبزرفر : جنبلاط معروف بقلة وفائه …و لا يستبعد نشوب حرب على لبنان, لا ضربه لإيران

في حوار خاص مع بيروت اوبزرفر أكد "مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط و نائب رئيس معهد بروكينغز للسياسات الخارجية مارتن انديك" أن لبنان لن يكون ثمن للإنفتاح الأميركي على سورية. انديك الذي إستقبل جنبلاط في زيارته إلى واشنطن  وجمع له شخصيات سياسية أميركية مرموقة علق على تحول جنبلاط الأخير مبدياً اعجابه بمرونة جنبلاط السياسية وعدم تقديره لقلة وفائه. الدبلوماسي الأميركي، المقرب من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمسموعة كلمته في إدارة الرئيس باراك اوباما، إعتبر أن الوضع في الجنوب سوف يبقى غير مستقر ومعرض للتدهور و لم يستبعد امكانيه نشوب حرب جديده على لبنان خاصه في ظل وجود سلاح خارج الشرعية اللبنانية . كما إستبعد انديك قيام إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران. هنا نص الحوار معه من واشنطن




 

 هناك شعور لدى اللبنانيين بأن وطنهم سيقدم كضحيه على طاوله المفاوضات  مع الانفتاح الأميركي على سورية. هل ترى أن الولايات المتحدة مستعدة للموافقةعلى عودة السيطرة السورية على لبنان مقابل تجاوب سورية في مجالات أخرى؟

كلا، لا أعتقد ذلك على الاطلاق. بل على العكس فان إدارة الرئيس باراك اوباما أعلنت بشكل علني كما ابلغت القيادة السورية بان لبنان ليس على الطاولة فيما يخص تحسين العلاقات الأميركية – السورية. في تقديري لن يضحى بلبنان بل على العكس، أكدت الولايات المتحدة في ظل الادارة السابقة و الحالية ايمانها باستقلال لبنان وحريته وترجمتاً لذلك فقد ارسلت نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لاظهار هذا الألتزام. كل من يشك بالتزام أمريكا باستقلال لبنان  لا يلامس الواقع


كيف تقرأ خطوة النائب وليد جنبلاط الأخيرة حيث يعتبرها البعض بانها نقلت ميزان القوى للمحور السوري الإيراني؟


لا أوافق على هذا التوصيف فيما يتعلق في ميزان القوى في الأغلبية في لبنان. أنا على إنطباع بأن وليد بك يريد أن يكون الثقل الوازن في لبنان. فهو يتمتع بمرونة وليونة سياسيتين غير موجودة عند الكثير من السياسيين. كما أنه قارئ سياسي ممتاز، يعرف التقاط إتجاه الرياح السياسية ويحاول الاستفادة منها. أضع خطوته في إطار تكتيك سياسي يقوم من خلاله بمساعدة مجتمعه وطائفته و هو يجيد هذا النوع من العمل السياسي. ولكن هذا الاسلوب هو غير محبب للعديد من الذين اصبحوا يشعرون بانهم كانوا مخدوعين بمواقفه

النائب جنبلاط قام بزيارة رسمية إلى أميركا و زارك هنا في واشنطن في مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط، ولكنه صرح الاسبوع الماضي بان هذه الزيارة كانت نقطة سوداء في تاريخه. مع هو تعليقك؟

ضاحكاً … هل قال ذلك بالفعل، لم تصلني هذه المعلومة، على كل حال كما قلت لك، هو معروف بتقلب مواقفه و هو مشهور بالإنقلاب على الذين كانوا إلى جانبه. ولا اخفي سراً أن الكل تعود عليه وعلى طريقته السياسية. دعني أقول لك أن الكل معجب بمرونته السياسية ولكن الكل أيضاًلا يقدر قلة وفائه أو خيانته بمعنى اصح

هل تعتقد أن المجتمع الدولي عموما و الولايات المتحدة خصوصاً مستعدة للتضحية بالمحكمة الدولية في إغتيال الرئيس رفيق الحريري مقابل التنازل السوري في مجالات أخرى؟

لدينا مبدأ في الولايات المتحدة أظن أنه مهم جداً وهو إستقلالية القضاء ، و هذا شيء نادر الوجود في العالم العربي. أعتقد أن هذا المبدأ وهذه القاعدة يجب إن يثبتا في محكمة الحريري. وأجزم أن إدارة اوباما ملتزمة بهذه المبادئ. ومن هذا المنطلق أوكد أن التحقيق القضائي في قضية الحريري مستقل ويجب أن يكون بعيداً عن أي تدخل سياسي

هل تتوقع تصعيداً في الجنوب اللبناني في ظل التصريحات الأخيرة من الجانب الإسرائيلي و في ظل إعلان حزب الله بانه أقوى بكثير عما كان عليه في ال ٢٠٠٦؟

ما دام حزب الله يمتلك قدرات عسكرية مستقلة عن الدولة اللبنانية، الذي من المفترض أن يشكل جزءًا منها،سوف يكون هناك إمكانية لتكرار مع حصل في حرب تموز والتي كانت نتاجها كارثية على لبنان. إن قدرة حزب الله على القيام بعمليات عسكرية داخلية أم خارجية يشكل عائقاً حقيقياً أمام كل اللبنانيين. لقد تم ألتطرق إلى موضوع السلاح خارج الشرعية في إتفاق الطائف وجميع القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. دعني أؤكد إنه في حال إستمرار الوضع على مع هو عليه فأننا سنواجه اشكالات واستفزازات قد تؤدي إلى مواجهة في أي وقت وبشكل غير متوقع. إذا أراد لبنان أن يكون دولة حقيقية في ظل مؤسسات مستقلة وفاعلة من المهم جداً بسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة اراضيها، وهذا شيء بديهي لأي دولة في المجتمع الدولي. هناك أيضاً مبدأ حصرية وجود السلاح في يد الدولة والشرعية، ولحين تطبيق كل هذا سوف يبقى لبنان يعاني ويدفع الثمن. ومقولة أن حزب الله يقاوم وعليه أن يبقي ترسانة من الصواريخ والأسلحة لتحرير مزارع شبعا هو غير مقبول وغير منطقي وأقول لك من موقع الخبرة أن هذه المزارع يمكن تحريرها بسهولة بالطرق الدبلوماسية ولا أرى أي تبرير لإمتلاك حزب الله قدرة عسكرية مستقلة عن الدولة اللبنانية

كيف تقرأ الانتخابات الرئاسية الإيرانية وردة الفعل الشعبية عليها؟

أعتقد أن مع نراه في إيران هو تعبير حقيقي عن إيمان الكثير من الايرانيين بأن هذه الانتخابات قد سرقت وزورت وإن الرئيس محمود احمدي نجاد ليس الرئيس المنتخب لإيران. بالرغم من هذا أرى أن هذه مسألة داخلية إيرانية. ولكن الملفت للنظر لاي مراقب بالرغم من القمع العنيف والدموي للمتظاهرين وأخيراً المحاكمات الصورية التي عرضت، الملفت هو إصرار الايرانيين على التعبير عن اعتراضهم على هذه الرئاسة الغير شرعية.
 
كيف برأيكم ستتعامل إدارة الرئيس اوباما مع الملف النووي الإيراني؟
 
الرئيس باراك اوباما قد أعلن تكراراً وبصراحة أنه يريد أن يفاوض الايرانيين وانه يحاول التوصل إلى تدابير وترتيبات مع النظام الايراني لطمأنة المجتمع الدولي بأن هذا البرنامج النووي سوف يستخدم لاغراض سلمية وليس لتصنيع السلاح وقنابل نووية. هناك شك كبير في نوايا إيران في ظل المعلومات الواردة والتقارير الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد بصراحة أن هناك أسباب كثيرة للشك بنوايا إيران.
 
هل تتوقع ضربة عسكرية إسرائيلية على إيران؟
 
هناك أمرين يجب التنبه لهما و أخذهما في الاعتبار. الأمر الأول هو أن إسرائيل ترى أن إيران تشكل خطر حقيقي ومباشر عليها. فتصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المتعلقة بمحو إسرائيل عن الخارطة واضحة جداً ولا تحتمل التأويل. أي مسؤول إسرائيلي لا يمكنه تجاهل هذه المعطيات.  الأمر الثاني وهو مهم جداً، أن على إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار سياسة ومصالح أهم حلفائها وأعني الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة بادارتها الحالية اتخذت قرار التعامل مع المشكلة الايرانية بالطرق الدبلوماسية، وعلى إسرائيل أن تعي ذلك جيداً. وبحسب معلوماتي فإن الاسرائيليين قد وافقوا على إعطاء المساعي الأميركية فرصة. ومع دامت هذه المحاولات الأميركية مستمرة فأنني لا أعتقد أننا سنرى ضربة إسرائيلية لأيران.
كيف تقيم حركة جورج ميتشل في المنطقة وهل ترى إمكانية إحداث تقدم في عملية السلام؟
 

من المهم جداً خلق مبادئ وأسس لمفاوضات ناجحة، وهنا يصب إهتمام جورج ميتشل. فهو يحاول الوصول إلى تجميد العمليات الاستيطانية من قبل إسرائيل وهذا مطلوب وبالحاح من الاسرائيليين. ويجب التأكد من أن السلطة الوطنية الفلسطينية تفي بوعودها والتزاماتها. ويجب أيضاً التأكد من أن الدول العربية ملتزمة بخارطة الطريق التي ترتب عليها القيام بخطوات جدية وإظهار الالتزام بالسلام  مع إسرائيل. في حال نجاح ميتشل في جهوده في الاصرار على جميع الأطراف بالإيفاء بالتزاماتها، فان ذلك سوف يساعد في خلق مناخ لمفاوضات ناجحة. ولكن ما يهم الآن هو الوصول إلى طاولة المفاوضات ليس على المسار الفلسطيني فقط بل يجب أن يشمل اللبنانين والسوريين أيضاً. أعتقد أن الرئيس اوباما ملتزم بالتوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط وهذا يشكل أولوية للسياسة الخارجية الأميركية

حاوره: زياد سنكري , زياد خالد