دواليب الهوى…. – بودي المرعبي


كنا أطفال، وكانت والدتنا تأخذنا كل أحد إلى كورنيش الميناء، لشراء البوظة، والفشار. كان هناك بائع، لا نلبث أن نترجل من السيارة، حتى نركض تجاهه كي نشتري دواليب الهوى، وهي عبارة عن قطعة خشبية، على رأسها دائرة تحمل نجوم من ورق، كلما هب الهواء، تدور النجوم دون توقف.

تلك هي كانت إحدى أفضل الألعاب السهلة المنال في زمننا.




أما اليوم، فبعد زمان طويل من مقاطعتنا لتلك الألعاب، وجدت لعبة شبيهة بتلك، ولكن خاصة بالكبار، وهي النائب وليد جنبلاط، الذي ما زال يبهرنا بمواقفه المتقلبة، فتارةً يشتم الرئيس بشار الأسد، ويطالب بلبنان أولاً، إلى إعتبار أن العروبة تنطلق من لبنان، وأن شعار السيادة والحرية والإستقلال يجب أن يكون فوق كل إعتبار.

وتارةً أخرى، يفاجئنا بمدحه لآل الأسد، معتبراً سورية هي نقطة إنطلاق العروبة، وأن شعار لبنان أولاً هو شعار التقوقع، وأن شعار السيادة والحرية والإستقلال هو شعار طائفي.
وليد بيك، هل الدعوة لاصطفاف الصف المسلم ليست من مظاهر التقوقع؟

هل نسيت من كان وراء إستشهاد البطل كمال بيك جنبلاط؟

هل أصبحت القضية الفلسطينية التي نحترم، هي أهم من لبنان؟

هناك مثل شعبي لبناني يقول (فالج لا تعالج)، ونحن اعتدنا عليك وعلى تقلباتك كدواليب الهوى حسب مصالحك الشخصية.

هنيئاً لك بهذا الموقف الجديد، و فخر لنا بقيادات الرابع عشر من آذار المتمثلة بالشيخ سعد رفيق الحريري، الدكتور سمير جعجع، الرئيس أمين الجميل، وسائر قيادات لبنان الأوفياء، الذين رفضوا أن يبيعوا لبنان مهما كان الثمن