ولا شيء يوازي في الأهمية مسؤوليات الجيش تجاه الوطن والمواطنين سوى مسؤوليات الوطن والمواطنين تجاه الجيش. الأولى حددها الرئيس ميشال سليمان وتحدث عنها كل المسؤولين، ويعيد قائد الجيش العماد جان قهوجي تأكيدها في (أمر اليوم). وهي أكبر من الامكانات والأسلحة والأعتدة الحالية لدى الجيش، وان كانت الارادة أكبر من الأسلحة. وهذا ما خاطب به العماد قهوجي الضباط والرتباء والجنود بقوله (ازاء امكاناتكم المتواضعة من الاعتدة والاسلحة التي لا تقاس بحجم ما لديكم من ارادة وشجاعة والتزام، أعدكم العمل على تأمين ما تصبون اليه بما يليق بتضحياتكم ويلبي حاجات جيشكم الدفاعية والأمنية). والثانية هي بالطبع تأمين ما يطلبه قائد الجيش لمواجهة العدو الاسرائيلي والارهاب وضمان السلم الاهلي، ثم ضمان مظلة سياسية فوق أرض وحدة وطنية لـ (حماية) الجيش الذي يحمي الوطن والمواطن.
ذلك ان الاسلحة، على ضرورتها، والشجاعة والالتزام والاحتراف، على أهميتها، تبقى في حاجة الى أسلحة وطنية وسياسية وديبلوماسية. من سلاح الوحدة الوطنية الى سلاح التطبيق الكامل للقرار 1701 بالتعاون مع اليونيفيل عبر العمل في مجلس الأمن لممارسة الضغوط على اسرائيل للانسحاب من بقية الأراضي المحتلة والتوقف عن خرق القرار. ومن اعتبار الجيش جيش لبنان لا جيش السلطة الى التفريق بين حياد الجيش في السياسة ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع وبين مخططات هادفة الى (تحييد) الجيش وتحويله (قوة فصل) ثم (تعطيل) مهمة القوات الدولية.
وليس أمراً بلا دلالات أن يصل الى القصر الجمهوري اربعة من قادة الجيش: ثلاثة كرؤساء منتخبين، ورابع كرئيس حكومة عسكرية بعد خلو سدة الرئاسة. فلا هم وصلوا بانقلابات. ولا ما فرض وصولهم هو الجيش بل ضعف التركيبة السياسية وكون الجيش القوة الوطنية الوحيدة المتماسكة.
مبروك للجيش، قيادة وأفراداً، العيد، وللبنان الجيش