لماذا الاستغراب؟ – فيصل سلمان – المستقبل

يخطئ الذين يعتقدون أن سعد الحريري يخبئ التشكيلة الوزارية في كم الجاكيت، وانه قد يسحبها كما يسحب الساحر ذلك المنديل من تحت إبطه.
لا يعني هذا ان هناك عراقيل مستحيلة الحل تواجه ولادة الحكومة، ولكن من المستحب أن تتدرج الأمور، خطوة، خطوة.
ان القفز الى مرحلة الأسماء سيكون ضرباً من عدم النضج السياسي، أو لنقل، الاستعجال السياسي غير المفيد.
يتطلب الأمر، بعض الوقت، للانتقال من مرحلة معالجة الانقسامات الحادة، الى مرحلة التعود على مخاطبة الآخر.
ينسى الكثيرون ما كانت عليه البلد (وربما لا تزال) من حالة انقسام، وما كان عليه السياسيون من خصومة (لم تزل قائمة).
ليس عيباً القول ان المسألة تحتاج الى بعض التمهيد الاقليمي بحيث لا تعتبر هذه الدولة أو تلك انها مستهدفة. وليس عيباً القول ان الاتفاق على مضمون البيان الوزاري، يشكل محطة أساسية على طريق ولادة الحكومة.
على ضوء ذلك، من المستغرب أن يستغرب البعض احتمال ان يتضمن البيان الوزاري التأكيد على الملفات التي تم التوافق حولها في هيئة الحوار.
بالطبع سيؤكد البيان الوزاري ضرورة مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، ولكنه لن يتجاهل مسألة ترسيم مزارع شبعا، وتفكيك القواعد العسكرية الفلسطينية عند الحدود مع سوريا.
ثمة خطوات لا بد منها قبل الانتقال الى التوليفة، وبعدها تكرج الأسماء وفق الحصص، كرج الماء في النزول