غريب ! ؟ – فيليب أبو زيد



 
عفواً يا أم سامر، لقد قتل ابنك الشهيد الطيار سامر حنا "من دون قصد" ولقد تم إصابة طيارته بعدما اعتقدوها طيارة معادية …أكيد "من دون قصد" … وأصيب الشهيد الطيّار في رأسه…  "من دون قصد"…

والسؤال الذي لا ننفكّ نطرحه على أنفسنا حتى الساعة؛ كيف يمكن لعنصر من حزب الله أن يتصرّف من تلقاء ذاته وأن يطلق النيران على طائرة دون التأكد من هويتّها بالدرجة الأولى، ومن دون العودة إلى قيادته بالدرجة الثانية ومن دون التأكد من هويّة من في داخلها في الدرجة الثالثة… وإذا كان تبرير القيادة  في "حزب الله" لحادثة إطلاق النار على الطائرة في "سُجد" بأن العنصر الشاب تحمسّ وأطلق النيران ظنّا منه بأنها مروحية معادية… فمن يضمن عدم تهوّر غيره بإطلاق "خيبر واحد" نحو الأراضي الإسرائيلية المعايدة، ولربما احتفالاً هذه المرة باعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للمرة الثانية في إيران… طبعاً "من دون قصد"… ولعلنّا بهذه الهفوة المتهوّرة نقحم لبنان بحرب أخرى مع إسرائيل لأن الأخ "المقاوم" أصيب بنوبة حماسة من دون قصد




وبالمنطق "اللامنطقي" نفسه نسأل حزب الله: كيف تقبلون أن يمسّ الجيش اللبناني وأن يمنى بهذه المصيبة، دون أن يكون هناك عقاب لمن ارتكب هذا الجرم ؟ كيف تتدّعون بأنكم تسيطرون على الشاردة والواردة في الجنوب، وتحصل هكذا عملية، قيل عنها بأنها "من دون قصد" ؟
 
وهل يوجد معادلة "من دون قصد" في الحياة العسكرية ؟ وهل يوجد قرارات "من دون قصد" تتخذ على صعيد عناصر عاديين في  الحزب قد يورطّون لبنان بأسره في حروب ومصائب ؟  وفي الختام، هل تم الاعتداء على الحافلتين الإسرائيلتين في حرب تموز "من دون قصد" ؟ وهل تم اجتياح بيروت في 7 أيار 2008 "من دون قصد" ؟ ولا نريد أن نصدّق، ونرفض أن يقال بأن التحرير في العام 2000 تم من دون قصد ! لأننا نعرف مدى التضحية التي بذلها رجال المقاومة والجيش اللبناني الباسل لتحرير أرض لبنان الغالية.
"من دون قصد" ما عدنا نفهم المنطق الذي يحدّثنا به بعض قادة "حزب الله" هذه الأيام ربما لأن لكلّ منطقه وخلفياته وأهوائه… عسانا نجد بعض الوحدة وهذه المرة "عن قصد" في المرحلة المقبلة

ملاحظة: جلّ من لا يخطىء، فنحن نقدّر ونحترم ونجلّ كل أعمال المقاومة ضدّ إسرائيل… ونحترم كل نقطة دم طاهرة سقطت في الجنوب ضد الجيش الإرهابي الإسرائيلي. ولكننا لا نرضى بأن تحصل أخطاء على هذا المستوى في صفوف حزب الله وأن نسكت عليها لأننا لا نرضى أن تذهب أرواح شبابنا اللبنانيين "من دون قصد" عساها تكون آخر الأخطاء التي تقع من دون قصد


خاص بيروت اوبزرفر