أُعلن في دار نقابة الصحافة إطلاق جمعية "بيت لبنان العالم"، التي تهدف الى تعزيز التواصل بين المغتربين ووطنهم لبنان، حيث لفتت مؤسسة الجمعية بتي الهندي إلى أن "التعاطي مع المغتربين، يتم إمّا كمصدر تمويل أو في بعض الحالات كورقة ضغط ومزايدة وأحيانًا يتم استغلالهم كإبتزازٍ سياسي. ولم يتم التعاطي مرة معهم بصفتهم مكوّنًا حتميًا من هذا البلد، لهم عليه حقوق، كما يفترض انه عليهم واجبات
وإذ تحدثت عن اهداف الجمعية، في سبيل تعزيز التواصل بين المغتربين ولبنان ضمن آليات عمل على مستويات محترفة وعديدة. أولى هذه المستويات "إعادة الثقة". قالت الهندي: "إن أكثر ما يحتاجه مغتربونا هو استعادة ثقتهم بوطنهم وبقدرتهم على التأثير، والتغيير في كل المجالات ولا سيما في الشأن السياسي الذي هو مفتاح كل القضايا الاخرى، نحن نريد ابقاء الصلة مع كل المغتربين، فهم رسلنا الى كل العالم، يحملوننا في قلوبهم ويدافعون عنّا في المحافل الدولية، هم من يواصلون الدعم للابقاء على قضايا لبنان حاضرة على اجندة الدول الكبرى. لم يصدر قرار او قانون دولي لمصلحة لبنان الا وكان مغتربونا وراءه او على اقل تقدير، ساعين او داعمين له. ولأنهم مرتبطون بالوطن وفي الوقت نفسه على مسافة منه، فإنّهم لا يدخلون في الحسابات والمحسوبيات الضيقة. تبقى المصلحة الوطنية هي هدفهم. لذا فإن المغتربين قادرون على ان يكونوا بوصلتنا الخارجية. لا تنقصهم الرؤية لكن ينقصهم الوصل الدقيق والتواصل المباشر مع الداخل اللبناني
واعربت الهندي عن سعي "بيت لبنان العالم" الى ان "يكون صلة الوصل هذه، وسنعمل على ان يشكل اللبنانييون المغتربون "لوبي" يمتلك القدرة على الدعم وعلى التأثير عند طرح القضايا الجوهرية والمصيرية التي تحدد الخطوط العريضة للسياسة اللبنانية في كل المجالات
مشروع "بيت لبنان العالم" أسسته الآنسة الهندي بمساعدة البروفسور روبير شاهين مؤسس المؤسسة اللبنانية ـ الاميركية التي تعنى ايضا بأمور المغتربين في الخارج. وقد أكد نقيب الصحافة محمد البعلبكي الذي حضر مؤتمر الاعلان عن الجمعية دعمه "هذا الحلم موجهاً نداءً للمعنيين بوجوب إعطاء الجنسية اللبنانية للمغتربين، وخصوصاً الأجيال الجديدة منهم
الهندي كشفت عن معلومات مثيرة تتعلق بأداء الجنرال ميشال عون حيال عدد من المواضيع ومن أهمها طريقة تعاطيه مع الاغتراب اللبناني. ولمحت الهندي التي كانت مسؤولة التمويل الاغترابي في التيار الوطني الحر وإحدى أكثر المستشارين قربًا من عون، الى وثائق تملكها تناقض ما يعلنه عون عن حملته ضد الفساد ومحاربته الفاسدين، وعدم صدقه في الدعوة الى التغيير والاصلاح بحسب هندي التي اشارت الى أن عون تخلى عن التعامل مع مسألة الاغتراب اللبناني بعد توقيع ورقة التفاهم مع حزب الله
وقالت الهندي ردًا على أسئلة لتلفزيون "MTV": "نحن كنا بصدد تأسيس 5 مؤسسات تعنى بالتمويل والتطوير والديمقراطية، وتحت كل عنوان كان يخصص مبلغ من الأموال ليصرف على المؤسسة. توقفت المبالغ ومشروع المؤسسات مع توقيع وثيقة التفاهم (بين عون وحزب الله)، ووضع المشروع في الأدراج، ولم يقدم به حتى "العلم والخبر"، وكل هذا موثق واحتفظ به في ملفاتي
وعن اطلاعها على وثائق ومعلومات حساسة تخص الاغتراب قالت: "يؤسفني القول انني كلما انظر الى وثائق الاغتراب، وما هو ابعد من الاغتراب، ارى عندما كنا نظن اننا نخدم لبنان والقضية ونحارب الفساد، واجد اليوم ان هذه الاوراق والوثائق هدفها الفساد
كما كشفت الهندي أنه وبالتزامن مع ورقة التفاهم، كانت هناك مراسلات موجهة من قبل عون الى الكونغرس الاميركي "تدعي ان وثيقة التفاهم هي الوسيلة الوحيدة لنزع سلاح "حزب الله" وبأن تحقيق الديمقراطية الغربية سيكون من خلال هذه الورقة، واذا استطعنا الوصول الى الحكم فسنقدر على نزع سلاح "حزب الله". ومن الناحية الاخرى كان التوجه الى "حزب الله" بأن اعتماد ورقة التفاهم سيكون لحماية البلد وحماية الوضع فيه. لذا كان هناك تلاعب على الكلام بين التوجه الى الكونغرس الاميركي من خلال صحافيين يتقاضون اموالاً هائلة لتسويق الورقة داخل الكونغرس، وفي الوقت نفسه كنا نقول لـ"حزب الله" اننا مع ورقة التفاهم لحماية البلد، وكل هذا من اجل الوصول الى رئاسة الجمهورية، وخطاب القسم (الذي أعده عون) موجود عندي ومترجم الى الانكليزية
وأضافت الهندي: "أحسست انني مضطرة للتلميح عن هذه الرسائل ليفهم المعنيون انهم لا يستطيعون بعد اليوم الكلام عن شعارات ثم تكذيبها في الوقت نفسه ومناقضتها، لأنني اعرف اشياءً كثيرة عن كثب، وعشت مع التيار والجنرال عون عن قرب، واطلب اليوم منه ان يرفع السرية المصرفية عن حساباته واولاده وزوجته والمقربين منه، وهم قلّة، لنرى اين هو الفساد الذي يتكلم عنه