أسئلة لا بدَّ منها – زيّان – النهار

ماذا تقول نتائج انتخابات السابع من حزيران للبنانيين، وماذا يقول اللبنانيون لفريق الاكثرية وفريق الاقلية؟
وماذا سيكون جواب فريق الثلث المعطل وجماعة عنزة ولو طارت؟
وما هي احتمالات التوافق بين ضفتي آذار، والتفاهم معاً على تأليف حكومة يكون برنامجها من بند واحد: اعادة بناء دولة المؤسسات والقانون، واعادة جمع الشعوب والقبائل الموزعة على دويلات ومحميات تحت سقف الدولة الواحدة؟
الاسئلة عن هذه البنود الساخنة والشائكة، والتي لا بد من مواجهتها في الايام المقبلة، تنهال علينا وعلى المرجعيات والقيادات من كل حدب وصوب، تعبيراً عن حجم الاهتمام بمستقبل لبنان ونظامه وحريته، واستشرافاً للمصير الذي سيؤول اليه موضوع السلاح والدويلة ضمن الدولة.
والكثير الكثير من الاسئلة التي تتمحور على هذه النقاط الحساسة، وعلى احتمالات اندماج "حزب الله" بصورة خاصة في الدولة وانخراطه نهائياً في الحياة المدنية العادية ودورة الحياة الطبيعية.
ولا يتردد البعض في تركيز اسئلته عن حكاية ابريق الزيت، والتناقضات السياسية المتواصلة والمتتالية للجنرال ميشال عون، والاستفهام عن مصير الثلث المعطل، والعصي، وأنا او لا أحد.
من حق الناس ان يسألوا، وان يلحّوا في الحصول على اجوبة واضحة وصادقة، بعد الانتفاضة التاريخية التي حققوها، وبعدما برهنوا عن جدارة وشجاعة في التعبير عن ارادتهم وآرائهم واختياراتهم.
فعلا وحقاً، كان اللبنانيون هم المفاجأة الكبرى في هذه الانتخابات التي اكدت بنتائجها وتفاصيلها انها مفصلية ومصيرية وتاريخية.
فالصفوف الطويلة المتراصة التي صمدت ساعات تحت شمس حارة، واصرّت على ممارسة حقها وواجبها في الاقتراع والتصويت، لفتت بعثات المراقبين الدوليين والعرب، كما فاجأت اهل البلد واهل البيت انفسهم بهذه الكثافة العالية التي لم تشهد مثلها انتخابات من قبل.
ومنذ كانت الانتخابات.
وحتى في انتخابات المواجهة الحامية الوطيس بين "الحلف الثلاثي" والشهابية والمكتب الثاني.
لقد برهن هذا الاقبال النادر والمفاجئ للبنانيين عن وعي وطني تُرفع له القبعات، وتُضرب به الامثال. وبرهنوا كذلك انهم اوعى من كثيرين ممن يدَّعون "القيادة"، ويتصدرون احياناً الصفوف.
وهذا هو سر لبنان، عندما تتهدده الاخطار وتشتد العواصف.
ولكن للاجابة عن تلك الاسئلة، وهي في محلها ووقتها، لا بد من انتظار انتهاء فترة تبادل التهاني ومراجعة الحسابات، وبما لا يتعدى الايام المعدودة، فمن بعدها ندخل مباشرة في الموضوع.
وتبدأ التجاذبات والمزايدات وجولات الكرّ والفرّ .
واجدني هنا اود التعبير عن تقدير سمعته من كثيرين للوزير زياد بارود، الذي قاد اكبر دورة انتخابية في يوم واحد، وبكل جدارة ونزاهة وشجاعة.