I
تخوض نايلة تويني، فتاة الشهيد جبران، معركتها النيابية باقتدار ونبل في السلوك والخطاب، فلا تسفّ في كلمة، ولا تتعثر في موقف، وفي فترة زمنية قياسية ازدادت نضجاً وكفاية ومعرفة بالملفات السياسية والخدماتية.
نايلة تويني، متى وصلت الى الندوة البرلمانية، ستمثل اضافة شبابية مضيئة يحتضنها جبران من عليائه.
II
أمام هذا الفرز الذي يجتاح البلاد بين 8 و14 آذار، تعظم الحاجة الى قوة ثالثة سياسية وشعبية.
ألوف من اللبنانيين ممن لا يجدون ان احدى الكتلتين الكبيرتين تشبع مطامحهم اشباعاً حقيقياً، يتطلعون الى بزوع قوة ثالثة لا تأخذ الطابع القطعي الذي تأخذه 8 او 14 آذار.
ألوف من اللبنانيين ممن ينحازون الى مبادئ 14 آذار، لكنهم لا يوافقون على ادائها السياسي او كامل برنامجها، في ما يفصح عنه او يتجاهله، يحتاجون الى قوة ثالثة.
ألوف من اللبنانيين ممن يؤيدون حيناً المقاومة ولا يدعون الى نزع سلاح "حزب الله" قبل قيام الدولة المقتدرة، المنيعة، ولا يؤيدون في الوقت عينه انخراط "حزب الله" في المنظومة السياسية والجهادية والدينية التي تقودها ايران، يحتاجون الى قوة ثالثة.
ألوف ممن يأنفون الفساد الذي لا تسلم منه رموز 8 أو 14 آذار أو "التيار الوطني الحر" يحتاجون الى قوة ثالثة بوجوه نظيفة في تاريخها وحاضرها.
ألوف ممن يخشون ان يؤدي هذا الصراع الملتهب الى غليان امني يطيح السلم الأهلي الهش، يحتاجون الى قوة ثالثة.
ألوف ممن يرتاحون الى مواقف رئيس الجمهورية وينظرون اليها باعتبارها توليفاً ناجحاً بين الكيانية اللبنانية والانتماء العربي، بين نصر تحرير الارض من العدو الاسرائيلي، ونصر انعتاق لبنان من الجيش السوري او الوصاية السورية، يحتاجون الى قوة ثالثة.
ألوف من يريدون قيام الدولة، لكنهم لا يثقون برغبة او قدرة اي من 8 او 14 آذار على اقامتها، يحتاجون الى قوة ثالثة.
ألوف ممن تتقدم لديهم الهموم المعيشية والمطلبية والمدنية والبيئية على المشاريع السياسية، السلطوية في بُعدها الأخير، يحتاجون الى قوة ثالثة.
… ويحتاج اليها التوازن المطلوب، والسلم الاهلي المطلوب، وحرية الاختيار المطلوبة بين أكثر من خيار.
ليس عدلاً ولا حقا ان تنعدم جميع الألوان حتى لا يبقى سوى لونين، فلو ساد الابيض او الاسود وحدهما لما كانت الطبيعة في عرس ألوانها، ولا كانت الخليقة بألف لون ولون.
نريد لبنان قوس قزح في هناء الحرية وبهاء العدل.
III
منذ انطلاق العملية الانتخابية، تنصرف "الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات"، بكفاية وخبرة مديدة، الى عملية مراقبة حيادية ونزيهة للعملية الانتخابية.
ثمة آلاف من شباب المجتمع المدني يقومون بواجب وطني مدني بلا مقابل مادي او منفعة شخصية.
هؤلاء نموذج نقيض للقبائل المهتاجة في المهرجانات الحزبية والتي تقودها غرائزها الى الانتحار مفتوحة العينين.
هؤلاء هم لبنان الذي ما زلنا نحلم به.