
اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان قوى 8 آذار تشن حملة مركزة على القضاء اللبناني من جهة وعلى المحكمة الدولية من جهة اخرى بعد ان قامت بتوزيع الادوار على افرقائها.
واكد جعجع في مؤتمر صحافي في معراب انه ليس في وارد الدفاع عن القضاء اللبناني لكن بعد حديث قوى آذار تبين ان القضية ليست قضية اطلاق ضباط بل هي عملية واضحة تتم في سياق واضح ووفق معالم واضحة.
وذكّر جعجع ان الضباط الاربعة لم يدّع عليهم ابدا، مشيرا الى ان المحكمة الدولية هي الجهة المخولة ان تعلن براءتهم. وتوقف جعجع عند ما ورد في قرار الافراج عن الضباط من طلب تأمين الحماية للضباط من قبل السلطات اللبنانية، لافتا الى ان الافراج عنهم لا يعني حكما بالبراءة.
وشدد على ان المدعي دانيال بلمار كان ملزماً بإطلاق الضباط بعد 90 يوماً إذا لم يتبين ان هناك أدلة تستوجب توقيفهم لأن قانون المحكمة ينص على هذه المهلة كأقصى حد لتوقيفهم على ذمة التحقيق، مضيفا انه فضّل إطلاق سراح الضباط موقتاً للإلتزام بالقانون. ورأى ان قاضي التحقيق اللبناني لم يكن لديه كل المعطيات على عكس قاضي التحقيق الدولي.
واذ لفت الى ان آخر من يحق التكلم عن القضاء واصلاحه هي قوى 8 آذار، مذكّرا بآلاف الأحكام الجائرة والمغلوطة بحق آلاف اللبنانيين بشهادة جمعيات حقوق الإنسان حصلت في عهد سلطة الوصاية السابقة.
واضاف جعجع "فوزي الراسي مات تحت التعذيب ولم يستطيعوا أخذ أي كلمة منه لأنه لم يكن يملك أي شيء ليعترف به أمامهم"، مستشهدا ايضا "بالرفيقة أنطوانيت شاهين التي اعتُقلت فقط لأنها اخت الرفيق جان شاهين واتهموها بقتل كاهن وفي النهاية حصلت على براءتها بعد خمس سنوات". وجزم ان قوى 8 آذارهم الذين ضيقوا على الحريات أثناء حكمهم طيلة 15 عاما.
واعاد التذكير انه بعدما أقرت تعديلات قانون المحاكمات الجزائية، اتصل اللواء جميل السيد ورفاقه بالنواب وأجبروهم بعد 15 يوماً على التراجع عن التعديلات وفي طليعتها المادة 108 التي أصبحت تتيح التوقيف دون مهل زمنية. وشدد على "انهم إذا أرادوا محاكمة القضاء الحالي، سنفتح كل القضايا منذ عام 1992".
ثم انتقل جعجع للرد على حديث الامين العام لحزب الله حسن نصرالله حول مسألتي المحكمة الدولية والقضاء اللبناني فاعرب عن صدمته من حديثه الاخير لأنه بالرغم من لباقته واساليب المنطق التي استعملها والهدوء، تبين ما الهدف من حديثه وقد وصلت الأمور الى حد لا يمكن السكوت عنه وهو يشكل خطراً على البلاد.
وتابع: "من واجبي أن أضع الجميع بما رأيته في حديث نصرالله والجملة المفتاح في حديثه كانت انه يجب على أحد أن لا يطالبهم بالموافقة على قرارات المحكمة الدولية والقضاة الدوليين".
وفي وقت اعتبر جعجع ان نصرالله غير مستعد أن يتقبل أي قرار للمحكمة الدولية لا يصب في مصلحته، اكد ان هذا الاخيريبلغ الجميع انه غير معني بالمحكمة الدولية، وربما لأنه يتوجس شراً منها.
ورأى ان موقف نصرالله غير مقبول وجميع استطلاعات الرأي تشير الى أن أغلبية اللبنانيين مع المحكمة الدولية كما هي في الوقت الحاضر ولا يحق لنصرالله أن يقول انه ليس مع المحكمة. واضاف "سنقبل بكلام نصرالله إذا أعطانا أحد أي مثل عن أي محكمة دولية حصلت حول العالم وتبين انها مسيسة".
وشدد على كل ما يقوم به نصرالله هو لإفشال المحكمة وكأنه واثق من النتيجة التي ستصل إليها المحكمة، متسائلا ماذا سيفعل الضباط الآن في ظل خروج الجيش السوري الذي كانوا يستقوون به من لبنان؟
واضاف ان نصرالله يتحدث على أساس ان هناك أحداً صنع الشاهد الصديق، "فليخبرنا من صنعه وليعرض الادلة"، مشيرا الى انه يصور المحكمة الدولية على أساس انها محكمة الأستاذ فريحة حيث كانوا في مديرية المخابرات يفبركون الملفات والاعترافات ويرفعونها لفريحة.
واردف "نصرالله يسأل لماذا نستبعد أن تكون إسرائيل قد اغتالت الحريري ونحن نسأل "من استبعد أن تكون إسرائيل قد اغتالته؟"، مطالبا اياه أن يدع التحقيق يكمل طريقه لنصل الى الحقيقة. واكد "إذا كان لديهم أي طريقة أخرى للوصول الى الحقيقة فليطرحوها".
واشار جعجع الى ان الناخب اللبناني هو الذي سيأخذ القرار في 7 حزيران في الانتخابات النيابية.