عقدت جمعية دعم المفقودين والمعتقلين اللبنانيين "سوليد" مؤتمرًا صحافيا في خيمة اهالي المفقودين والمعتقلين في السجون السورية في حديقة جبران خليل جبران مقابل الاسكوا، في حضور رئيس الجمعية غازي عاد، رئيس الجمعية في فرنسا وديع الاسمر، رئيس "جمعية سجناء الخيام" محمد صفا وعدد من اهالي المعتقلين والمفقودين.
وقد تلا غازي عاد مذكرة باسم "سوليد" جاء فيها: "قبل اربعة اعوام وقفنا هنا امام مبنى الامم المتحدة لنعلن بدء الاعتصام المفتوح، وذلك قبل اسبوعين من انسحاب الجيش السوري من لبنان، لأننا قرأنا صعوبة المطالبة بمعرفة مصير احباء لنا اعتقلوا خلافا لكل القوانين المحلية والدولية على يد القوات السورية بعد حصول الانسحاب. اليوم وبعد مرور 1460 يوما على الاعتصام تحمل فيها الاهل شتى أنواع الصعوبات والعذابات النفسية والجسدية والمناخية والاقتصادية، تأكدت قراءتنا لما قد يحصل وها نحن اليوم نجد اننا في وضع صعب ولا حل يلوح في الافق لمعرفة مصير الذين اصبحوا ضحايا جريمة ضد الانسانية هي جريمة الاخفاء القسري".
وأضاف: "بالرغم من الجو السياسي الجديد الذي افتتحه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الجمهورية العربية السورية، وبالرغم من الزيارات العديدة لوزراء وشخصيات سياسية لبنانية الى دمشق، لا تزال السلطات السورية عند موقفها المتعنت والرافض للاعتراف بوجود قضية انسانية تعني المئات من العائلات اللبنانية الذين لا يسعون الا الى معرفة مصير ابنائهم. فعلاً تعجز الكلمات عن وصف الحالة المزرية التي نعيشها اليوم في هذه القضية، فماذا يمكن القول عندما تلتزم الحكومة في بيانها الوزاري معالجة القضية ولم تتمكن من سنة وحتى الساعة من إنشاء آلية للمعالجة، او عندما تتحدث القيادات السياسية عن التزامها بالقضية من دون ان تسعى الى آلية جدية للحل، او عندما تتدعي السلطات السورية انه لا يوجد في سجونها سوى محكومين ولا تتحرك في لبنان اية جهة رسمية او سياسية او امنية للرد على الادعاءات السورية بالتأكيد على اعتقال لبنانيين في لبنان ونقلهم الى مراكز المخابرات السورية على الاراضي اللبنانية وفي الداخل السوري".
وتابع: "ماذا يمكن القول عندما تؤكد السلطات السورية ان لديها مفقودين في لبنان ثم تهزأ من قضية اللبنانيين المخفيين قسرا عبر القول ان الموضوع هو دعاية سياسية ضد سوريا ولا نجد احدا في لبنان يطالب السوريين بالمساواة بين القضيتين والسعي الى حل يؤمن حق معرفة المصير لكل الناس". وقال: "نحن اليوم في حالة غثيان من كثرة الكلام من دون حراك جدي، اين تصرف كل الكلمات والمواقف وخيمة الاعتصام ما زالت في مكانها من دون حل؟ نخشى ما نخشاه ان تكونوا قد تعودتم على مشهد الخيمة في حديقة جبران خليل جبران وكأنها جزء من هندسة الحديقة، اليوم نقول لكل المسؤولين والمعنيين وبصوت صارخ: مهما أهملتم ومهما تقاعستم ومهما لعبتم لعبة الوقت، لن نيأس ولن نسكت ولن نهدأ حتى يتحرك الاحساس في ضمائركم وتعملوا على اساس ان هذه القضية هي اولوية وطنية".
وختم: "لقد عرضنا مع عدد من جمعيات وهيئات المجتمع المدني خطة انشاء هيئة وطنية لمعالجة قضية المخفيين قسرا، ويبقى السؤال مجددا: هل انتم جديون في السعي الى وضع حل نهائي لهذه القضية الوطنية، اذا كان الجواب بالايجاب فما عليكم سوى المباشرة فورا بتشكيل الهيئة الوطنية التي تهدف الى الوصول لاجوبة واضحة ودقيقة حول مصير كل المخفيين قسرا".