مكاري: نخوض الانتخابات في مواجهة الخيار الآخر الذي يهدّد الكيان


أعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري من كفرحزير  لائحة مرشحي قوى 14 آذار للانتخابات في دائرة الكورة، تحت اسم "لائحة القرار الكوراني"، وضمّت، اليه، النائبين فريد حبيب ونقولا غصن، ودعا مكاري الكورانيين، خلال احتفال جماهيري حاشد حضرته فاعليات المنطقة وشخصيات رسمية وومثلون لقوى 14 آذار، "الى أن ينتخبوا اللائحة التي تعكس صورة (…) الكورة السيّدة (…)، والكورة الحرة من كل ارتهان ووصاية، التي تملك قرارها، ولا تقبل الاملاءات من أحد، والكورة المستقلة عن أطماع الطامعين والمشبوهين".

والقى مكاري كلمة اختصر فيها الاعلان عن "لائحة القرار الكوراني"، "بكلماتٍ ثلاث هي كلماتٌ ثابتة (…) وهي جوهر الكورة: حريّة وسيادة واستقلال".




وقال "الوجوه الثلاثة في اللائحة ثابتة أيضاً، ليس لأننا لا نحب التغيير، بل لأننا جزء من عملية التغيير، تغيير الواقع الذي عاشه لبنان على مدى 30 عاماً. التغيير الذي أعاد الى لبنان استقلاله وقراره، والتغيير الذي سيعيد الى الدولة سيادتها وهيبتها، والذي سيعيد بناء مؤسسات الدولة، والذي سيعيد اطلاق اقتصادها. التغيير الذي أعاد احياء الحياة السياسية في لبنان، والذي أطلق الحريات من وراء قضبان الوصاية والدولة الأمنية". وأضاف "نحن نعتز بأننا كنا جزءاً فاعلاً من التغيير الكبير والتاريخي الذي أحدثته ثورة الأرز. وبهذا المعنى أيضاً، أي على هذه المبادىء، لائحتنا ثابتة. وعلى أساس هذه القيم- الثوابت، نخوض هذه الانتخابات مجتمعين، طامحين الى ترسيخ لبنان الدولة في مواجهة المجهول والخيار الآخر الذي يهدّد الكيان ولبنان".

وتابع "نحن طبعاً حريصون على أن تكون هذه الانتخابات دليلاً جديداً على الروح الديموقراطية في الكورة. فحلاوة العمل السياسي في الكورة أنه يجري في بيئة تعددية، تتنافس فيها الأحزاب والتيارات والشخصيات من دون أن يُفسِد الخلاف للودّ قضية، وفي مناخ من العيش المشترك، بأبهى حلله، حيث الأرثوذكسي والسنّي والماروني والشيعي والعلوي، وغيرهم".

وأكد مكاري الاستمرار في "العمل للدفاع عن البيئة الطبيعية للكورة، ولصونها، لتبقى الكورة اسماً على مسمى، خضراء نابضة بالصحة والحياة". وتعهد كذلك مواصلة "القيام بكل ما يلزم للحفاظ على البيئة العلمية والثقافية في الكورة، لتبقى محمية ابداعية، وتستمر في تخريج المثقفين والمتعلمين، على صورة الأسماء الكبيرة التي يفتخر بها جميع الكورانيين". وأضاف "سنعمل أيضاً ليبقى الكورانيون في بيئتهم، من دون أن يضطروا الى أن يهجروا بلداتهم وقراهم بحثاً عن فرص عمل، ومن هذا المنطلق، سنضاعف جهودنا لتوفير فرص العمل للكورانيين في الكورة نفسها، وسنعمل أيضاً لتحريك عجلة الاقتصاد في القضاء، فيشعّ، كما دائماً، في محيطه، وينبض بالحياة والنشاط".

وتابع مكاري "على أساس العمل، كما عوّدناكم، على انماء الكورة وكل مناطق لبنان، نجدد عهدنا لكم، ونحن واثقون من أن أهل الكورة جميعاً سيؤكدون، من خلال هذه الانتخابات، ثباتهم على خيار الكلمات الثلاث، حريّة وسيادة واستقلال، ونحن واثقون من أن اللبنانيين سيؤكدون تمسكهم بالتيار السيادي والاستقلالي، وايمانهم به سبيلاً للوصول الى لبنان المستقر والمزدهر، لبنان الحريّة والذي يتطلع الى المستقبل، والى تأديّة دوره الريادي مجدداً".

ولاحظ مكاري أن "اللبنانيين جميعاً باتوا مدركين أهمية هذه الانتخابات في تحديد المسار الذي سيسلكه لبنان، وباتوا مقتنعين بأن هذه الانتخابات مصيرية، وبأن أصواتهم في 7 حزيران يمكنها أن تحمي الانجازات التي تحققت منذ العام 2005، وتثبّت المكتسبات الوطنية، ويمكنها أن تمنع لبنان من العودة الى الفوضى والمجهول، المعلوم بأخطاره وتهديداته".

ودعا مكاري الكورانيين "الى الاقبال بكثافة على صناديق الاقتراع، والى أن ينتخبوا اللائحة التي تعكس صورة الكورة، صورة الكورة التي هي على مثال لبنان الوطن، صورة الكورة القائمة على المثلث التالي: الكورة السيّدة كما هي مع أبنائها وبناتها وحملة شهاداتها، والكورة الحرة من كل ارتهان ووصاية، التي تملك قرارها، ولا تقبل الاملاءات من أحد، والكورة المستقلة عن أطماع الطامعين والمشبوهين تماماً كما هي الكورة نواة لبنان".

وأضاف "يا لها من دلالة رمزية أن تكون اليد على شعار 14 آذار تمسك، لا بل تتمسك، بغصن الزيتون، رمز الكورة. هكذا هي الكورة ايضاً، بمختلف طوائفها ومذاهبها، قبضة قوية تمسك بغصن الزيتون، وتتَمَسّك باستقلال الكورة واستقلال لبنان".

وختم مخاطباً الكورانيين: "صوّتوا للثلاثة الذين تضمّهم لائحة 14 آذار، لائحة ثورة الأرز، لائحة الكورة الأصيلة.وإلى 7 حزيران، حيث وحده لبنان الذي سيفوز وينتصر. 7 حزيران الإستحقاق ويوم الحق وللكورة وللبنان وللحرية والسيادة والإستقلال".

 

غصن

 

أما النائب نقولا غصن فقال "نلتقيكم اليوم مجددا بعد اربع سنوات كان لي خلالها شرف تمثيلكم في الندوة النيابية، وتخللها الكثير من المحطات الصعبة، والظروف الأليمة التي مرت على لبنان واللبنانيين، من اغتيالات وارهاب وتفجير، ذهب ضحيتها رجال من خيرة أهل السياسة والصحافة والرأي الحرّ، ناهيك بما عصف بالشمال من توتر وعدم استقرار بسبب الاعتداء الذي شنّه تنظيم فتح الاسلام الارهابي على الجيش اللبناني، وانعكاسات ذلك على أمن منطقتنا وقرى الكورة".

وأضاف "خلال هذه السنوات الأربع، حاولنا أن نقوم قدر المستطاع بواجباتنا تجاه ما تحتاج اليه الكورة من اهتمام بشؤونها الحيوية، والانمائية، والخدماتية". ولاحظً أن "هذه المنطقة الغنية بثرواتها الطبيعية، وطاقاتها البشرية، وكفاياتها العلمية والثقافية، ومؤسساتها التربوية التي اعطت رجالاً كباراً للبنان، وبانفتاحها على العالم عبر دنيا الاغتراب، لم تنل حقها ولها علينا الكثير"، لكنه رأى أن "سياسة التعطيل التي انتهجتها قوى 8 آذار وحلفاؤها في الكورة، على مدى أكثر من سنتين، أدت الى شلّ مبرمج لعمل الحكومة وقراراتها، وشلّ عمل مؤسسات الدولة وإداراتها على المستويات كافة".

واعتبر أن "جزءاً من سياسة التعطيل عاشته الكورة عبر محاولات التدخل في شؤونها، وتعكير صفو عيش أهلها، وتآخيهم منذ عقود، وافتعال الفتن بين بلداتها، وتحويل الخلاف السياسي المشروع صدامات متنقلة، هنا وهناك، ومحاولات السيطرة على قرارها وخياراتها". وقال "لذلك، فان الكورة الأبيّة، المعروفة تاريخياً، بتعددها، وتنوعها السياسي والحزبي، والتي رفضت على الدوام مصادرة قرارها، أو الاستئثار به، أو حتى التأثير على خيارات أبنائها، وكانت دائماً السبّاقة في مواقفها الحرة والاستقلالية، مدعوة اليوم الى تأكيد أصالتها وتجديدها، والوقوف وقفة شجاعة، كما عودتنا، والى استكمال ثورة الأرز، وتصدّر المعركة السياسية الوطنية الى جانب قوى 14 آذار في بناء الدولة، واستعادة سيادتها وقرارها، وبسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية".

وشدد على أن "وحدها الدولة السيدة والقادرة تضمن حقوق المواطنين، من دون تفرقة أو تمييز أو محسوبيات، وتؤمّن لهم حاجاتهم ومطالبهم المحقة، وتوفر فرص العمل والانماء المتوازن، لمنطقتنا العزيزة الكورة ولكل لبنان".

وخلص الى القول "يداً بيد، يا أبناء الكورة الأحرار، الى صناديق الاقتراع في 7 حزيران المقبل، لنصوّت معاً للائحة 14 آذار، لائحة القرار الكوراني، ونحن معكم على الموعد".

 

 

حبيب

 

ثم ألقى النائب فريد حبيب كلمة قال فيها: "أيها الأحرار والشرفاء، جئتم اليوم، بعزم كبير وايمان ساطع، تحاكون أمجاد ثورتكم، ثورة الأرز المباركة التي أضحت اليوم الركيزة الأساسية لقيامة لبنان. لبنان العائد من زمن القمع والقهر والهيمنة، دافعاً ثمن الحرية قافلة من آلاف الشهداء الذين سقطوا ليبقى سيداً حراً مستقلاً. جئتم اليوم لتكونوا شهوداً على ولادة لائحة القرار الكوراني، وأوفياء لها، تماماً كوفاء أعضائها لثورة الأرز، ولدماء شهدائها الأبرار، الأحياء بيننا والغائبين عنّا، بدءاً بالشهيد الحيّ مروان حمادة والرئيس الشهيد رفيق الحريري، مروراً بجبران تويني وجورج حاوي وسمير قصير وبيار الجميّل، وصولاً الى النقيب الطيار سامر حنّا".

وأضاف "وحدها الشهادة تحيي الأوطان. وحدهم شهداؤكم أحيوا هذا البلد، ورووا عروقه بدمائهم الذكية، فانتفض كطائر الفينيق الآتي من تحت الرماد، يضرب بجناحيه كل طامع بلبنان ويصدّ بصدره كل محاولات الهيمنة والوصاية".

وشدد حبيب على أن "السابع من حزيران موعد مع التاريخ، فالمعركة ليست على مقعد نيابي هنا أو هناك، إنما هي على خيار مصيري بين العودة الى التبعية والوصاية والقمع والاهمال، أو التحقيق الكامل للسيادة والحرية والانماء". ولاحظ أن "الاستقلال الثاني لم تنجز معالمه بعد والدويلات ما زالت أقوى من الدولة، تقيم المربعات الأمنية، تضع خطوطاً حمراً على رجال الأمن في قضائهم على الارهاب والخارجين عن القانون. وما زال أزلام حكم الوصاية يحاولون العبث بأمن بلدنا واستقراره، السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، بهدف اعادة تكوين الصورة التي تتناسب وأحلام أسيادهم وأطماعهم".

وأشار الى أن "بقايا النظام الأمني تعمل جاهدة، ليلاً ونهاراً، في السر والعلن، لزرع الخوف والرعب في نفوس الشرفاء، تارة بزرع المتفجرات للنيل من قادة 14 آذار، وطوراً بقطع الطرق واشعال الاطارات واحتلال بيروت، لشلّ البلاد وقطع أرزاق الناس والاعتداء على أملاكهم، وتارة أخرى بتعطيل الحياة الدستورية واقفال مؤسساتها وعلى رأسها المجلس النيابي والحكومة، كل ذلك أملاً منهم في اجهاض ما حققته ثورة الأرز من انجازات وطنية كبرى".

وأضاف "قولوا لهم في السابع من حزيران: مهما اضطهدتمونا فان عزيمتنا ستزداد صلابة، ومهما حاولتم ترهيبنا فان ايماننا راسخ بقيام دولة القانون والمؤسسات، ومهما حاولتم خداعنا بالشعارات الرنانة، فان أفعالكم تظهر حقيقة مشروعكم، ومهما حاولتم اسكاتنا بالاستقواء بالغريب العابث بكورتنا لأكثر من 30 عاماً، فان صوتنا سيبقى مدوياً رافضاً كل محاولات الاخضاع والتبعية". وتابع "في السابع من حزيران اقترعوا للجيش اللبناني والقوى الأمنية بحصر السلاح بيدها وحدها وحصر قرار الحرب والسلم بيد السلطة الشرعية،  وفي السابع من حزيران انتخبوا الديموقراطية والاعتدال وعدم استعمال العنف وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية وفرضها بالقوة على الآخرين، وفي السابع من حزيران ليكن خياركم الاستقلال والسيادة الكاملين".

 

وخلص الى القول "يا ابناء الكورة الابية، وياجمهور 14 اذار، ان الانماء والازدهار لا يقومان الا في ظل دولة، سيدة وقوية وعادلة، وهذه الدولة لا تقوم الا من خلال الامساك الكامل بمقاليد السلطة والحكم، فكونوا على قدر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقكم وانتخبوا في السابع من حزيران لائحة القرار الكوراني ليبقى لبنان سيدا حرا مستقلا