و كلمة (أعتذر ) كلمة سامية تدل عن الأخلاق العالية و الضمير
الحيّ الذي يتمتع به من اعترف بذنبه و اعتذر لمن أساء لهم أو لمن حاول التشيهر بهم.
لكن من سيعتذر لمن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و من المخطىء بحق من ؟؟؟؟؟؟؟
ومن الذي عليه الأعتذار ؟؟؟
من هو الذي عليه الإعتذار و لمن عليه الإعتذار ؟
فنحن المذنبون و نحن الخطأة لأننا جعلنا من طائفتنا لقمة سائغة للجميع و إهانتها محللة للجميع , فمن لا يحمي عائلته و طائفته و كرامته يجعل من
الداني ملكُ عليه , فالإعتذار واجبٌ علينا لأننا الأوائل بالتّخلي عن الأمانة التي
أودعها الرّب بين أيدينا , فالخلاف و الإنشقاق الحاصل داخل الطائفة المارونية
هو السبب الأساسي للإستهتار بنا و بطائفتنا .
نعم علينا الإعتذار من الرّب أولاً و من ربّ الطائفة ثانياً
ومن أخوتنا داخل الطائفة الواحدة فلنعود للضمير فالأتحاد قوتنا , و التشرذم هو ضعفنا , و باحترامنا لبعضنا البعض ، نُلزم الآخرين على احترامنا .
الإعتذار من لبنان ، لأننا بأنقسامنا و تشرذمنا ، ندّمره و نفنيه بأيدينا علينا
علينا الإعتذار من مقاومة لبنان للحرب التّي تفرض عليه و على أبناءه.
ا علينا الإعتذار من مقاومة بيروت للدمار فقد دمّرتها الطبيعة 7 مرات و أبناءها يدمرونها باليوم 7 مرات.
علينا الإعتذار من مقاومة دماء شهداءنا الأبرار التي تسفك من أجل قضية اللاقضية.
علينا الإعتذار من مقاومة أمهات لبنان ، قتل فلذات أكبادها لمصلحة الآخرين.
هذا هو الإعتذار الصحيح ، هذه هي الجهة التّي يجب أن يوجه لها الأعتذار
وأنا أعتذر أيضًا ، أعتذر من الرّب لأنني سمحت لهم بشتم ديننا و طائفتنا
و أعتذر أيضاً لأنني سأكفر إذا قلت لماذا خلقتني يا رب في بلد
الإعتذار فيه مفقود ، الكرامة فيه مسلوبة
الحق فيه مخدوع و الحياة فيه مذبوحة ،
الباطل فيه مرفوع و الحقيقة فيه مطمورة
القاتل فيه ضحية و المقتول فيه طاغية
العزة فيه مفقودة و الوطنية فيه معدومة
الصدق فيه ممنوع و النميمة فيه مشروعة
و السلام على وطن أبناءه يتقاتلون لأجل
مصالحهم وزعامتهم متناسيين مصلحة وطنهم
ماري حداد