الإعتذار فضيلة الفاضل – ماري حداد

  الإعتذار فضيلة الفاضل

  و كلمة (أعتذر ) كلمة سامية تدل عن الأخلاق العالية و الضمير
  الحيّ الذي يتمتع به من اعترف بذنبه و اعتذر لمن أساء لهم أو لمن حاول التشيهر بهم.  




  لكن من سيعتذر لمن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   
  و من المخطىء بحق من ؟؟؟؟؟؟؟   
  ومن الذي عليه الأعتذار ؟؟؟  
  من هو الذي عليه الإعتذار و لمن عليه الإعتذار ؟  
  فنحن المذنبون و نحن الخطأة لأننا جعلنا من طائفتنا لقمة سائغة للجميع و إهانتها محللة للجميع , فمن لا يحمي عائلته و طائفته و كرامته يجعل من
  الداني ملكُ عليه , فالإعتذار واجبٌ علينا لأننا الأوائل بالتّخلي عن الأمانة التي
  أودعها الرّب بين أيدينا , فالخلاف و الإنشقاق الحاصل داخل الطائفة المارونية
  هو السبب الأساسي للإستهتار بنا و بطائفتنا .
  نعم علينا الإعتذار من الرّب أولاً و من ربّ الطائفة ثانياً
  ومن أخوتنا داخل الطائفة الواحدة فلنعود للضمير فالأتحاد قوتنا , و التشرذم هو ضعفنا , و باحترامنا لبعضنا البعض ، نُلزم الآخرين على احترامنا .
  الإعتذار من لبنان ، لأننا بأنقسامنا و تشرذمنا ، ندّمره و نفنيه بأيدينا علينا
  علينا الإعتذار من مقاومة لبنان للحرب التّي تفرض عليه و على أبناءه.
   ا علينا الإعتذار من مقاومة بيروت للدمار فقد دمّرتها الطبيعة 7 مرات و أبناءها يدمرونها باليوم 7 مرات.
  علينا الإعتذار من مقاومة دماء شهداءنا الأبرار التي تسفك من أجل قضية اللاقضية.
  علينا الإعتذار من مقاومة أمهات لبنان ، قتل فلذات أكبادها لمصلحة الآخرين.
  هذا هو الإعتذار الصحيح ، هذه هي الجهة التّي يجب أن يوجه لها الأعتذار
  وأنا أعتذر أيضًا ، أعتذر من الرّب لأنني سمحت لهم بشتم ديننا و طائفتنا
  و أعتذر أيضاً لأنني سأكفر إذا قلت لماذا خلقتني يا رب في بلد
  الإعتذار فيه مفقود ، الكرامة فيه مسلوبة
  الحق فيه مخدوع و الحياة فيه مذبوحة ،
  الباطل فيه مرفوع و الحقيقة فيه مطمورة
  القاتل فيه ضحية و المقتول فيه طاغية
  العزة فيه مفقودة و الوطنية فيه معدومة
  الصدق فيه ممنوع و النميمة فيه مشروعة
  و السلام على وطن أبناءه يتقاتلون لأجل
  مصالحهم وزعامتهم متناسيين مصلحة وطنهم

 

   ماري حداد