هل يدرك مسيحيو لبنان ماذا يفوتون على أنفسهم ؟ – بيروت اوبزرفر – خالد نافع





مع رحيل الجيش السوري من لبنان استتب الخلاف بين المسلمين السنه و الشيعه و كما هو متعارف عليه أن نشأة هذا الخلاف ليس لصدع بين الطائفتين بل هو إمتداد لخلاف محوري و تنفيذ لأجندات خارجيه على الساحه اللبنانيه فإنقسم المسلمين بين مؤيد لمحور غربي امريكي – عربي سعودي و محور إيراني – سوري و لم يستطيعوا أن يفصلوا لبنان عن الصراع الدائر و ذلك  بأبعاد الساحه الداخليه عن صراعات المنطقه و ليس هذا فقط و حسب بل شرعوا في جمع الحلفاء مما عمق الخلافات و جعل من المستحيل فصل الشأن الداخلي عن الأقليمي و أصبح لبنان ورقه يتنازع عليها أللاعبين الاقليميين.

كما أن الأنقسام المسيحي المبني على اطماع القياده و السلطه قد ساهم في تأجيج بؤرة الخلافات . فالطرفان المتنازعين الأساسين عرفوا أن كلا منهما بحاجه لغطاء مسيحي بغض النظر أن كان احدهم لم يخطط لهكذا غطاء و أتى عفوياً أو وليدة لحدث ما لكن بالنتيجه حدث إنقسام في البيت المسيحي و الكل يعرف مدى خطورة هكذا إنقسام من التجارب السابقه . على ذكر التجارب السابقه كان من المنتظر من القيادات المسيحيه و حتى من الجمهور المسيحي اللبناني أن يكون أكثر وعياً و هو من ذاق طعم المر مراراً و كان باستطاعته ليس فقط ألحؤول دون حصول  تصدع في بيته و شارعه الداخلي بل لأستطاع قيادة البلاد إلى بر الأمان

فلو توحد المسيحيون و لم ينجروا مع اشقائهم اللبنانيين المسلمين لشكلوا سداً منيعاً أمام الصراعات المحيطه و إستطاعوا أن يرأبوا الصدع  المستفحل على أيدي اللاعبين الإقليمين بين المسلمين .  ليس هذا فقط فحسب فبتوحدهم لأعادوا الدور الريادي المسيحي في القياده الوطنية اللبنانيه و إدارة الدفه و أعادة السفينة إلى مسارها

فوحدة المسيحين و لو حصلت كانت لتكون ممانعاً أمام الشرخ العربي و الخلاف الإيراني الاميركي و حتى منأ من طغيان العدو الصهيوني . لكن النتيجه أتت على غيار التمنيات فبدل أن يصلحوا ما أفسده الفريق الأخر شاركوا في ترسيخ الخلافات و تنفيذ المخططات الشيطانية المعده للبنان

لا أقصد تحميل مسيحيي لبنان اللوم على  أخطاء الأخرين بل كنت أرجو فقط أن لا يفوتوا هذه الفرصه


خالد نافع – بيروت اوبزرفر